Publié le 23-09-2021

العجبوني لقيس سعيد: ''ماهو برنامجك''

علّق القيادي بالتيّار الديمقراطي، اليوم الخميس 23 سبتمبر 2021، على القرارات التي أعلنها أمس رئيس الجمهورية قيس سعيد.



العجبوني لقيس سعيد: ''ماهو برنامجك''

وقال : "بكل وضوح...

دور الأحزاب التي تحترم نفسها هو مصارحة الرأي العام و التعبير عن رأي مبدئي و موضوعي و التنبيه من مخاطر الإنحرافات و الإنزلاقات بالسلطة التي يمكن أن تحدث، حتى و إن أدًى ذلك إلى خسارة أصوات جزء من الناخيين أو كلّهم.

منطق الإنتهازية السياسية يدفع إلى الركوب على الأحداث بهدف الإستفادة الإنتخابية، و لكن لم يحكمنا يوما هذا المنطق و لن يحكمنا.

يوم 25 حدث هام في تاريخ تونس و كنا نأمل أن يقطع مع سنوات الفشل و الفساد النهضاوي-التجمّعي التي عشناها طيلة عشر سنوات. لذلك ساندناه بحذر و على أساس احترام الدستور و الحقوق و الحريات، رغم تجاوز مقتضيات و شروط تطبيق الفصل 80.

بعد تقريبا 60 يوما, رصيد الثقة بدأ في التٱكل، حيث لم نلمس مؤشرات على وجود رؤية و تصورات لإدارة مرحلة ما بعد 25 و انقطع رئيس الجمهورية عن الأحزاب و المنظمات الوطنية و استفرد بالحكم و لم يعتمد على مقاربة تشاركيّة (على الأقل مع الأطراف غير الفاسدة) و اعتمد على خطاب متشنّج و "عنيف" تجاه منتقديه و مقسّم للتونسيين، و على مقاربات سطحيّة بدون رؤية و معرفة حقيقية للإشكاليات المطروحة (مسالك التوزيع، الإحتكار، طلب تخفيض الأسعار و نسبة الفائدة.....إلخ).

بل أنه خصّص وقتا طويلا للإجابة عن كل الإنتقادات التي طالته بمنطق "الكلاش" و كان على رئيس الجمهورية الترفّع و التعالي و قبول الٱراء المخالفة. و رأينا كيف انزعج من مجرّد وقفة احتجاجية قام بها بضعة مئات سواء في تونس أو في الخارج، و كيف وصف المحتجين بالمأجورين و المخمورين. (وهذا لا يليق بمقام رئيس الجمهورية)

واضح الٱن أن السيد رئيس الجمهورية استغل الإجراءات الإستثنائية و الترحيب الشعبي بما حدث يوم 25 للمضيّ قدما في تركيز "منظومته السياسية" عبر تركيز السلطة التشريعية و التنفيذية بين يديه بدون أي سلطة رقابيّة مضادّة و إصدار تنظيم مؤقت للسلط العمومية (تفادى تسميته كذلك) يلغي كل أبواب الدستور باستثناء التوطئة و البابين الأول و الثاني. يعني أنه ألغى حتى الفصل 80 الذي اعتمد عليه لتبرير كل قراراته.

و واضح كذلك أنه سيستغل حالة الغضب الشعبي من منظومة ما قبل 25, لتمرير "منظومته السياسية" و "قانون انتخابي" بطريقة مسقطة و بدون مداولات و لا نقاش عام و المرور مباشرة إلى استفتاء سيكون، في ظل هذه الحالة العاطفية، استفتاء على الشخص و ليس على المشروع.

أرجو أن يقوم السيد رئيس الجمهورية ببعض المراجعات و أن يستمع لغيره، فلا خاب من استشار، و أن لا يسقط ٱخر أمل في تغيير جذري يقطع مع الفساد السياسي الذي يمثّل المعضلة الأساسية في البلاد و الذي كرّسته منظومة راشد الغنوشي منذ يوم "طلع البدر علينا".

و أرجو أن يكون السيد رئيس الجمهورية واعيا بالخطر الداهم الإقتصادي و بأنه لا معنى لإرساء أي نظام سياسي و إجراء تنقيحات دستورية بدون معالجة هذا الخطر الذي يهدد استقرار البلاد و مستقبل أبنائها و بناتها.

التونسي كل همّه هو تحسين مقدرته الشرائية و إيجاد شغلا يحفظ كرامته و تلقّى أبناؤه تعليما عموميا محترما و تمتعه بتغطية و خدمات ضحية مقبولة و بالعيش في أمان.

ما هي رؤيتك و برنامجك لذلك السيد رئيس الجمهورية؟"



Dans la même catégorie