2018-03-06 نشرت في

صحفي الجزيرة محمد كريشان يتحدث عن التونسيين : حقد، تهكم و مبالغة في النقد

كتب محمد كريشان، الإعلامي التونسي في قناة الجزيرة القطرية، على صفحات 'القدس العربي' مقالا إنتقد فيه بشدة أخلاقيات التونسيين و أرجع كريشان هذا التراجع في المزاج و الحس المدني إلى ثورة 2011.



صحفي الجزيرة محمد كريشان يتحدث عن التونسيين : حقد، تهكم و مبالغة في النقد

و في حديثه عن التغيير الذي طرأ على عقليات التونسيين، انتهج كريشان في تحليله المبني على جملة من الوقائع التي عاينها في فترات متباعدة بحكم عمله بالخارج، أسلوبا جافا و مزاجا عصبيا ينم عن حقد كبير و إستياء واضح من تصرفات أبناء وطنه و حالة البلاد بعد الثورة... 

لكن الغريب في الأمر أن صحفيا مثل كريشان، الذي يملك تجربة مهمة في الإعلام و واحد من ألمع العاملين في القناة القطرية، لا يميز بين حالات التسيب الطبيعية في المجتمعات و العقليات الثابتة غير القابلة للتغيير نتيجة الإحتكام للدين و العادات و نمط حياة متحول. 

هذه مقتطفات من مقال محمد كريشان المنشور منذ أمس على الموقع الإلكتروني لصحيفة القدس العربي :

* حديث ليس في السياسة، غير أنه في النهاية قد يصب فيها. الحديث هو عن تراجع ملحوظ أصاب عددا لا بأس به من التونسيين في مزاجهم العام و حسهم المدني و أخلاقيات تعاملاتهم الإجتماعية.

* من يسجل ذلك بحسرة هم في الغالب من التونسيين الذين يعيشون خارج الوطن فالغربة، كما يقال، لا تتيح فقط فرصة التعرف على شعوب وثقافات أخرى وإنما تسمح للمرء أيضا بأن ينظر إلى قومه ثانية بعيون مختلفة.

أول ما يلفت الإنتباه هو ذلك النفس المتوتر و العصبي و حتى العدواني الذي بات يطبع كثيرا من سلوكيات الناس في الشارع.

* فنادرا للغاية أن تتوقف سيارة لترك المارة يقطعون الطريق حتى و إن كان من بينهم عجوزا أو طفلا أو إمرأة حاملا.

* الأنكى أنك قد تتعرض للسب و الشتم إن أنت توقفت عندها، و قد تجد وراءك من تراه يكاد يطير من كرسي سيارته غيظا.

* عدم احترام القانون صار سلوكا عاديا.

* في بعض الأحياء يعتدي البعض على الرصيف لتوسيع مساحة بيته و كذلك يفعل أصحاب المقاهي و المطاعم في شوارع أحياء توصف بالراقية في العاصمة.

* المواطن الذي يشتكي من تقاعس البلديات و كثرة إضرابات عمال النظافة لا يتحرج من رمي الفضلات في أي مكان حتى و إن كان أمام بيت جاره.

* تراجعت بجلاء قيم العمل و الاخلاص فيه حتى بت ترى الموظف دائم التجهم و متأففا.

* الكل على أعصابه و الكل متحفز لمعركة في أي لحظة ظالما أو مظلوما.

* حتى مظاهر التدين التي اتسعت هذه الأعوام الأخيرة من إطلاق اللحى و انتشار الحجاب لم تنعكس إيجابا على مستوى أخلاق الناس، مع أن الدين المعاملة.

* من الظلم التعميم و إعتبار كل التونسيين على هذه الشاكلة، و لكن لا مفر من الإقرار بأن هذا هو الجانب الظاهر منهم على الأقل، و بخاصة في تونس العاصمة.


في نفس السياق





آخر الأخبار