2025-12-23 نشرت في
كيفاش يتمّ تهريب المخدّرات عن طريق البلع؟...شكون يمارسها وشنوّا الريسك؟
تمكنت مصالح شرطة الحدود بمطار تونس قرطاج مؤخرا من إحباط محاولة تهريب كمية هامة من المخدرات بلغت 627 كبسولةتزن أكثر من 9 كلغرامات من الكوكايين الخام.

العملية أسفرت عن الإطاحة بعناصر شبكة أجنبية تضم أفارقة من دول إفريقيا جنوب الصحراء ينشطون في تهريب المخدرات إلى تونس عبر النقاط الحدودية، كما تم حجز مبالغ مالية بالعملة الصعبة والتعرف على أطراف تونسية داخل الشبكة وإدراجهم بالتفتيش.
مخاطر قاتلة لتهريب المخدرات عن طريق البلع
لم تعد طرق تهريب المخدرات تقتصر على إخفائها داخل الأمتعة أو بين الملابس والأجهزة، بل تطورت لتبلغ مستوى صادماً، تتحول فيه أحشاء الإنسان نفسه إلى وسيلة نقل لسموم قاتلة. مشاهد تتكرر في المطارات الدولية، وآخرها ما تم ضبطه مؤخراً بمطار تونس قرطاج، حيث تم إحباط محاولة تهريب مئات الكبسولات من الكوكايين داخل أجساد مسافرين، في عملية كشفت مجدداً الوجه الأكثر قسوة لعالم المخدرات.
هذه الطريقة، المعروفة طبياً بتهريب المخدرات داخل الجسم، تُعد من أخطر الأساليب على الإطلاق، إذ يضع المهرب حياته على كفّ الموت مقابل مبلغ مالي غالباً ما يكون زهيداً مقارنة بالمخاطر التي يواجهها.
أجساد منهكة وصيام قسري
بحسب مختصين في مكافحة المخدرات، فإن الأشخاص الذين يُستغلون في هذا النوع من التهريب يعيشون أياما في حالة إنهاك شديد، حيث يقللون من الأكل والشرب، ويدخلون في ما يشبه “الصيام القسري”، خوفاً من تحرك الكبسولات داخل أجسامهم. هذا الوضع يؤدي إلى جفاف حاد، اضطرابات جسدية، وإجهاد نفسي شديد، تظهر علاماته بوضوح على ملامحهم وسلوكهم.
خطر الموت في أي لحظة
الأطباء يؤكدون أن الخطر الأكبر يكمن في احتمال تسرب أو انفجار إحدى الكبسولات داخل المعدة أو الأمعاء. ففي حال تسرب مادة مثل الكوكايين أو الهيروين داخل الجسم، تكون النتيجة غالباً تسمماً حاداً، قد يؤدي إلى:
توقف القلب أو التنفس
تشنجات حادة
فقدان الوعي والدخول في غيبوبة
وفاة مفاجئة في دقائق
كما أن كثرة الكبسولات قد تسبب انسداداً معوياً أو نزيفاً داخلياً، ما يستوجب تدخلاً جراحياً استعجالياً لإنقاذ الحياة، إن توفرت الفرصة أصلاً.
من هم ضحايا "الكبسولات"؟
تشير تقارير أمنية وطبية عالمية إلى أن شبكات التهريب الدولية تستهدف بالأساس الفئات الهشة: فقراء، مهاجرون، أو أشخاص يعانون أمراضاً خطيرة، مستغلين حاجتهم المادية أو وضعهم النفسي المتدهور. هؤلاء لا يُنظر إليهم كأشخاص، بل كـ''حاويات بشرية'' قابلة للاستبدال، في حال الموت أو الإيقاف.
الكشف والمواجهة
في المقابل، طورت أجهزة الأمن والديوانة وسائل متقدمة لرصد هذا النوع من التهريب، بالاعتماد على المراقبة السلوكية، ولغة الجسد، إضافة إلى الفحوصات الطبية والتصوير الإشعاعي عند الاشتباه. وتتم إحالة الحالات المؤكدة إلى المستشفيات تحت رقابة طبية صارمة، نظراً لحساسية الوضع وخطورته.
مأساة إنسانية قبل أن تكون جريمة
قصص الوفاة بسبب انفجار الكبسولات داخل الجسم ليست نادرة، وتُسجل في مختلف دول العالم، حيث يلقى مهربون حتفهم في غرف الفنادق، أو داخل الطائرات، أو حتى في سيارات الإسعاف، قبل الوصول إلى المستشفى.
وإزاء هذه الوقائع، يؤكد مختصون أن تهريب المخدرات عن طريق البلع ليس فقط جريمة عابرة للحدود، بل هو مأساة إنسانية مكتملة الأركان، يدفع ثمنها أشخاص وجدوا أنفسهم محاصرين بالفقر واليأس، فاختاروا طريقاً ينتهي غالباً بالموت أو السجن.
