2025-10-28 نشرت في

عاجل: تونس تدخل اليوم في الرّوج

كشف المختص في الشأن المناخي حمدي حشاد أنّ تونس ستبلغ يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025ما يُعرف بـ"يوم التجاوز" أو Overshoot Day، وهو التاريخ الذي يتجاوز فيه استهلاكنا للموارد الطبيعية قدرة الكوكب على تجديدها خلال السنة.



عاجل: تونس تدخل اليوم في الرّوج

وأوضح حشاد أنّ هذا يعني أنّ ميزانية الطبيعة السنوية لتونس تُستنزف بالكامل، وأنّ ما بعد هذا التاريخ يُعتبر "عيشًا بالدَّين البيئي"، أي اعتمادًا على مخزون المستقبل من الماء والطاقة والموارد الطبيعية.

وبيّن أنّ هذا الوضع يُترجم عمليًا في نقص المياه وارتفاع كلفة الطاقة وتفاقم التغيرات المناخية، مضيفًا أنّ المعنى بسيط: "لو كان العالم الكل يعيش كيفنا، نكونوا كملنا ميزانية الطبيعة قبل ما تكمل السنة، ودخلنا نقترضوا من مستقبل أولادنا"، في إشارة إلى تشبيه الوضع بحالة "الدخول في الروج".

وأشار حشاد إلى أنّ معدل استهلاك الفرد في تونس يبقى أقل من البلدان الغنية، لكن ذلك لا يُخفي الحاجة الملحّة إلى وقفة تأملية ومراجعة عاداتنا الاستهلاكية الفوضوية. واعتبر أنّ المنظومة الاقتصادية والإشهارية تدفع المواطن نحو مزيد من الاستهلاك منذ لحظة استيقاظه صباحًا، عبر المحتوى الدعائي والرعاية التجارية ووسائل الإعلام.

ودعا الخبير إلى تبنّي سياسات جماعية وحلول عملية، تبدأ من المواطن وتشمل الدولة والقطاع الخاص، من أبرزها:

ترشيد استهلاك المياه وتغيير طرق الري الفلاحي.

الاستثمار في التحلية الذكية وتخزين مياه الأمطار.

تسريع مشاريع الطاقة الشمسية والرياح وتطوير شبكات التخزين والنقل.

الحد من البلاستيك ذي الاستعمال الواحد ودعم التدوير والفرز من المصدر.

تشجيع الإنتاج والاستهلاك المحلي المسؤول.

وختم حشاد بالتأكيد على أنّ الاستهلاك المسؤول ليس حرمانًا، بل هو ذكاء في التعامل مع الطبيعة ومع الجيب، مشيرًا إلى أنّ ما نقوم به اليوم يمكن أن يؤخر موعد "يوم التجاوز" في السنوات القادمة ويُخفّض كلفة الماء والكهرباء وينظّف بيئتنا.


في نفس السياق