2025-10-24 نشرت في

باحثون: بخار السجائر الإلكترونية يحتوي على سموم خفيّة تدمّر خلايا الرئة

حذَّر باحثون من جامعة كاليفورنيا الأميركية من وجود مواد سامَّة خفيّة تتكوّن داخل بخار السجائر الإلكترونية، قد تُلحق ضرراً بخلايا الرئة، حتى عند التعرّض لمستويات منخفضة منها.



باحثون: بخار السجائر الإلكترونية يحتوي على سموم خفيّة تدمّر خلايا الرئة

وأوضحوا أنّ هذه النتائج تُضيء على خطر خفيّ في منتجات السجائر الإلكترونية، إذ أنّ المواد السامَّة لا تأتي فحسب من النيكوتين أو المعادن الثقيلة، بل يمكن أن تتكوَّن من عناصر أساسية عند التسخين، نقلا عن "الشرق الأوسط".

وتعتمد السجائر الإلكترونية على تسخين سائل خاص يحتوي عادةً على مزيج من النيكوتين والبروبيلين غليكول والغلسرين النباتي والمنكّهات، باستخدام ملفّ معدني صغير داخل الجهاز. وعند التسخين يتحوّل هذا السائل إلى بخار يُستنشق عبر فوهة الجهاز، مما يمنح المستخدم إحساساً مُشابهاً لتدخين السجائر التقليدية، لكن دون احتراق التبغ. وإنما عملية التسخين هذه قد تؤدّي إلى تحلُّل بعض المكوّنات الكيميائية وتكوين مركّبات سامَّة أو مهيِّجة للرئة، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن سلامة هذه الأجهزة على المدى الطويل.

ودرس الباحثون سُمّيّة كلّ من مركّب "الميثيلغلايوكسال" ومركّب "الأسيتالديهيد"، وهما مادتان معروفتان بضررهما ويمكن تكوينهما خلال تسخين سوائل التدخين الإلكتروني التي تحتوي على البروبيلين غليكول. ورغم معرفة خطورة هاتين المادتين في سياقات أخرى، فإنّ تأثيرهما، خلال التدخين الإلكتروني، لم يكن مفهوماً بشكل دقيق حتى الآن.

وباستخدام أنسجة بشرية مزروعة مخبرياً تمثّل خلايا الشُّعب الهوائية، عرَّض الفريق الخلايا لمستويات واقعية من كلّ مادة، ورصد ردود فعلها.

وكشفت النتائج أنّ كلتا المادتين تُعطلان الوظائف الخليوية الحيوية، مثل إنتاج الطاقة والحفاظ على البنية الداخلية للخلايا، لكنّ مادة الميثيلغلايوكسال تميَّزت بدرجة سُمّيّة أعلى بكثير، رغم ظهورها بكميات أقل. فقد تبيَّن أنها تهاجم «الميتوكوندريا» المسؤولة عن إنتاج الطاقة في الخلايا، مما يؤدّي إلى انخفاض الطاقة الخليوية وتلف مكوّنات الخليّة الحيوية، كما تسبّب في إضعاف «الهيكل الخليوي» الذي يمنح الخلايا شكلها واستقرارها، وهو مؤشّر على إجهاد خليوي يمكن أن يتطوَّر إلى تلف دائم في أنسجة الرئة عند التعرُّض المتكرّر.

وأشارت النتائج أيضاً إلى أنّ الأجهزة الإلكترونية، التي يعتقد المستخدمون أنّها أكثر أماناً، قد تنتج مستويات أعلى من "الميثيلغلايوكسال"، مما يزيد من احتمال الضرر. كما بيَّنت التجارب أنّ التعرُّض القصير نسبياً لهذه المواد يكفي لتغيير مسارات خليوية حسّاسة تتعلَّق بإنتاج الطاقة، وإصلاح الحمض النووي، والحفاظ على سلامة الخليّة.

ورأى الباحثون أنّ هذه النتائج تُمثّل خطوة مهمّة نحو فهم الآليات البيوكيميائية الكامنة وراء إصابات الرئة المرتبطة بالتدخين الإلكتروني، وضرورة إعادة تقييم سلامة مكوّنات السوائل الإلكترونية في ضوء هذه المعطيات، خصوصاً في ظلّ الانتشار الواسع لاستخدام هذه الأجهزة بين الشباب.


في نفس السياق