2025-10-10 نشرت في

كارثة مستقبلية: ارتفاع مستوى البحر يهدد أكثر من 100 مليون مبنى حول العالم

حذّرت دراسة حديثة من أن استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري سيؤدي إلى عواقب وخيمة على المدن الساحلية حول العالم، بما يشمل ملايين البشر والمباني، نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر.



كارثة مستقبلية: ارتفاع مستوى البحر يهدد أكثر من 100 مليون مبنى حول العالم

الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر"، شملت تقييماً واسع النطاق للبنية التحتية الساحلية في دول الجنوب العالمي، بما فيها مناطق في أفريقيا، جنوب شرق آسيا، وأميركا الوسطى والجنوبية.

وباستخدام صور الأقمار الصناعية وبيانات الارتفاع، تناولت الدراسة سيناريوهات ارتفاع مستوى البحر بين 0.5 و20 متراً عبر قرون، وأظهرت أن أقل زيادة متوقعة قد تؤدي إلى غمر نحو 3 ملايين مبنى بانتظام. أما ارتفاع 5 أمتار أو أكثر، فقد يعرّض أكثر من 100 مليون مبنى للخطر، بما في ذلك أحياء سكنية وبنى تحتية حيوية.

وأوضحت البروفيسورة ناتاليا غوميز أن ارتفاع مستوى البحر عملية بطيئة لكنها حتمية نتيجة الاحترار العالمي، مؤكدة أن التأثيرات ستستمر لمئات السنين، وقد تمتد الزيادة إلى عدة أمتار إذا لم نتوقف عن حرق الوقود الأحفوري.

كما أشار البروفيسور جيف كارديل إلى أن بعض الدول الساحلية أكثر عرضة من غيرها حسب تضاريسها ومواقع العمران، وأن عدد المباني المعرضة للخطر صادم حتى عند ارتفاعات معتدلة.

ويعد ارتفاع مستوى سطح البحر أحد أبرز أعراض تغير المناخ، حيث تمتص المحيطات الحرارة الزائدة فتزداد المياه حجماً، وهي العملية المعروفة بالتمدد الحراري. وقد بلغ معدل الزيادة خلال السنوات العشر الأخيرة ضعف المعدل المسجل بين 1993 و2002، ووصل متوسط مستوى سطح البحر عالمياً في 2023 إلى أعلى مستوى منذ بدء التسجيل.

كما يؤدي ارتفاع مستوى البحر إلى تفاقم العواصف، وزيادة فيضانات المد العالي، وتلف البنية التحتية والزراعة، مع تهديد نحو 900 مليون شخص يعيشون بالقرب من السواحل، خصوصاً في دول كثيفة السكان مثل بنغلاديش، الصين، الهند، هولندا وباكستان.

من بين المدن الكبرى المعرضة للخطر: بانكوك، جاكرتا، بوينس آيرس، لاغوس، مابوتو، لندن، مومباي، نيويورك، شنغهاي، وسانتياغو. كما تواجه الجزر الصغيرة ذات الأراضي المنخفضة، مثل فيجي، فانواتو، وجزر سليمان، مخاطر جسيمة قد تجبر سكانها على الانتقال إلى مناطق أخرى.


في نفس السياق