أول شخص في التاريخ ظهر على شاشة التلفاز...شكونوا و شنوا قصتوا ؟

قبل مئة عام بالضبط، في الثاني من أكتوبر 1925، سجّل المخترع الاسكتلندي جون لوجي بيرد حدثاً غيّر مسار التاريخ عندما نجح في بث أول صورة متحركة واضحة لوجه بشري. 

أما صاحب الوجه الذي ظهر على الشاشة فكان موظفاً شاباً يدعى ويليام تاينتون، الذي عاد بعد أربعين عاماً ليحكي لتلفزيون بي بي سي تفاصيل تلك اللحظة الاستثنائية.

منذ منتصف القرن التاسع عشر كان العلماء يحاولون تطوير فكرة جهاز قادر على نقل الصور، لكن بيرد كان أول من حقق الاختراق الفعلي مستخدماً أدوات بسيطة وغير متوقعة: مصابيح دراجات قديمة، قطع خشب بالية وعلب بسكويت فارغة.

من هذه المواد البدائية صنع ابتكاراً وضع الأساس لواحدة من أعظم وسائل الاتصال في العصر الحديث.

جون لوجي بيرد، وهو ابن رجل دين، عانى منذ شبابه من مشاكل صحية حادة جعلته غير مؤهل للخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى. لكن شغفه بالاختراع لم يتوقف، فعمل في إحدى شركات الكهرباء حيث استلهم من قصص الكاتب إتش جي ويلز فكرة صناعة ألماس اصطناعي من الكربون عبر استخدام كميات هائلة من الكهرباء. التجربة انتهت بكارثة بعد أن عطلت جزءاً من شبكة الكهرباء في مدينة غلاسكو. ولم يكن هذا إخفاقه الوحيد، إذ حاول لاحقاً ابتكار علاج منزلي للبواسير فتحول الاختراع إلى مثال ساخر عن التجارب الفاشلة التي قد يتجنبها الناس بعبارة: "لا تجرّب ذلك في المنزل".

ورغم هذه السقطات، ظل بيرد متمسكاً بروحه الريادية، حتى تمكن في النهاية من تحقيق اختراعه الأهم: التلفزيون. الجهاز الذي وُلد من محاولات غريبة ومكونات متواضعة أصبح خلال القرن الماضي نافذة يومية يطل منها البشر على العالم.

في نفس السياق