2025-08-25 نشرت في
''لحم مصنوع في مخبر''...التونسي ينجّم يستهلكه؟
في تجربة حديثة وجديدة في عالم الصناعات الغذائية، ظهر ما يُعرف بلحم المختبر أو Meat Lab، وهو لحم يُنتج في بيئة مخبرية بدلاً من الاعتماد على تربية وذبح الحيوانات.

تبدأ العملية بأخذ خلايا جذعية من عضلة بقرة أو دجاجة أو علوش، ثم تُوضع هذه الخلايا في وسط غني بالمغذيات يحاكي البيئة البيولوجية الطبيعية ويشجعها على النمو والتكاثر حتى تتحول تدريجياً إلى أنسجة عضلية شبيهة باللحم الطبيعي.
ويشير المختص في المناخ حمدي حشاد إلى أن الميزة الكبيرة لهذه التقنية تكمن في تقليل الأثر البيئي الضخم المرتبط بتربية المواشي، سواء من حيث انبعاثات غازات الدفيئة أو استهلاك المياه أو استنزاف الأراضي. كما توفر إمكانية أكبر للتحكم في خصائص اللحم نفسه، مثل تعديل نسبة الدهون أو إضافة عناصر صحية كالـ أوميغا 3.
ومع ذلك، ترافق هذه التجربة عدة تحديات. حاليًا، يبلغ سعر كيلوغرام لحم المختبر حوالي 17 دولارًا، ويواجه قبولًا محدودًا من قبل المستهلكين. التحدي الثاني يتعلق بتقبل الناس للفكرة والطعم، حيث يظل شريحة كبيرة مترددة. أما التحدي الثالث فيرتبط بالجانب الصناعي، أي قدرة الشركات على إنتاج كميات كبيرة تكفي الأسواق العالمية.
وفي السياق الدولي، بدأت بعض الدول مثل سنغافورة والولايات المتحدة بالسماح بتسويق وتجريب هذا النوع من اللحوم في مطاعم محدودة، فيما تتحرك شركات أوروبية وآسيوية في نفس الاتجاه. بالمقابل، منعت إيطاليا بيع هذه اللحوم البديلة في أسواقها.
يبقى لحم المختبر في بداياته، ويطرح السؤال نفسه لدى التونسيين: مع غلاء اللحوم التقليدية، هل يقبل المستهلك التونسي بتجربة لحم مصنوع في مختبر؟ وهل يمكن أن نرى يومًا مشويات من هذا النوع تُباع على الطرقات في سيدي ثابت؟