2025-08-21 نشرت في
كيفاش تتحكّم في مصروفك وانت طالب جامعي
الحياة الجامعية بتفاصيلها المتعددة هي فرصة حقيقية لاختبار قدرة الشخص على الإدارة المالية، فإن الدخول إلى الجامعة ليس مجرد انتقال أكاديمي، بل هي مرحلة تتطلب كثيراً من الوعي والتعلم أكثر عن كيفية تحديد الأولويات وتوزيع الدخل وفقاً لذلك.

الطالب الجامعي أمامه كثير من الالتزامات المالية بداية من الرسوم الدراسية والكتب والسكن والطعام، كل هذا قد يمثل شبكة معقدة ومتداخلة؛ لذلك من المهم أن يتعلم الطالب كيفية تحديد الميزانية، ولا سيما أن الأسعار شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية.
لماذا تحتاج ميزانية جامعية؟
حتى في الجامعات “معقولة التكلفة”، يظل مجموع البنود مكلفاً، وإذا لم تُدَرْ بوعي؛ تحول العام الدراسي إلى سلسلة خطوات وقرارات غير ضرورية. يشير موقعBestColleges إلى أن الميزانية تجعل علاقتك بالمال مرئية؛ فمن خلال تحديد مسارات الصرف المالي تعرف أين يذهب دخلك، وما الذي يمكن تقليصه من دون أن يتضرر تحصيلك أو صحتك. الميزانية أيضاً سلوك يحميك مستقبلاً من فكرة الوقوع في الديون حتى لو تعثرت الظروف المادية.
طرق لإدارة الميزانية خلال المرحلة الجامعية
لا ينصح الخبراء بالتقشف، وإنما فقط بالتنظيم و الإدارة الجيدة للمصروف (أو أي مصدر دخل للشاب أو الفتاة خلال المرحلة الجامعية)، وفيما يلي أبرز هذه السبل:
تحديد المصروف
يوصي الخبراء بأن تبدأ دائماً من فوق؛ أي “كم يدخل جيبك حقاً في الشهر أو الفصل؟”. يتكون دخلك من إسهامات الأسرة، ومنحك الدراسية والقروض، فضلاً عن أي دخل متكرر من عمل جزئي أو برنامج عمل-ودراسة. أهمية هذه الخطوة ليست محاسبية فقط، إنها لحظة قرار: حين تتلقى “رد فائض”، هل يُنفق على مشتريات سريعة أو يُعاد توجيهه لكتب الفصل أو لاحتياجات تعليمية؟ مراجعة الفاتورة الدراسية قبل إنفاق أي مبلغ تنهي كثيراً من المفاجآت غير المرغوب فيها.
تصنيف المصروفات بين احتياج ورغبة
بعدما يتم تحديد قيمة المصروف، يأتي الصرف الذكي. هنا قم بتسجيل شهراً كاملاً من الاحتياجات، ثم انظر لكل بند بعينٍ هادئة، هل هو احتياج ثابت لا غنى عنه كالرسوم والسكن والدواء والمواصلات أو هو رغبة متغيرة يمكن تقنينها كالقهوة الجاهزة أو الترفيه؟ هذه المراجعة لا تهدف إلى تقشف حياتك الاجتماعية، بل التوقف عن الإنفاق غير المجدي.
صندوق للطوارئ
قد تظن لأنك طالب لا تحتاج إلى تخصيص مبلغ للطوارئ، في حين الأمر غير كذلك، حين تجمع مصروفاتك وتطرحها من دخلك، تحصل على رقمٍ حاسم. إذا خرجت بنتيجة سالبة؛ فأنت تنفق أكثر مما تكسب، وهذا إنذار بضرورة إعادة ترتيب الأولويات حالاً. وإن كانت موجبة؛ ففي هذه اللحظة يجب توفير مبلغ للطوارئ وتركه في حساب الادخار. كثير من الطلاب يركنون هذا الصندوق في حساب توفير، ويُبقونه بعيداً عن يد الصرف اليومية. الفكرة ليست في حجم المبلغ الآن، بل في تراكمه واستعداده للحظة الحاجة.
مرونة الميزانية
الحديث السابق لا يعني أن تضع جدولاً للصرف وتكون شديد الحرص على تنفيذه، في حين يجب أن تكون هناك مساحة للمرونة و التغيير حسب المستجدات. يقترح خبراءMefa قاعدة 50/30/20 التي تمنحك هيكلاً بسيطاً: نصف الدخل الصافي للاحتياجات الأساسية، وثلاثون في المائة للرغبات، وعشرون في المائة للادخار والأهداف المالية، ومنها سداد الديون. جمال القاعدة أنها مرنة بما يكفي لواقع طالبٍ قد تتذبذب مصادر دخله، لكنها حازمة بما يكفي لمنع صرف النفقات في أشياء ليست أولوية.
التخطيط للقادم مسبقاً
من أخطاء الطلاب المتكررة التعامل مع المصروفات الكبيرة كالمفاجآت، مع أنها متوقعة سلفاً: كتب الفصل القادم، انتقال السكن، أو حتى رحلة الاستراحة. حين تضع هذه البنود مبكراً في جدولك وتقتطع لها جزءاً ثابتاً من دخلك، فإنك لا تحمي ميزانيتك فحسب، بل تحمي أعصابك من الوقوع في حالة من التوتر.
أدوات تساعدك على الالتزام بالمصروف الجامعي
الأدوات ليست غاية بحد ذاتها، لكنها تسهل الالتزام. يوصي الدليل باستخدام قوالبMicrosoft Excel الجاهزة للميزانيات، ومنها نموذج مخصص للطلاب —أوGoogle Sheets— لمن يفضلون العمل الرقمي. وإذا كنت تميل إلى التطبيقات، فخيارات مثلMint وYou Need A Budget وEveryDollar تتابع دخلك ومصروفك تلقائياً وتمنحك تنبيهات. كثير من البنوك أيضاً يدمج أدوات تتبع داخل تطبيقاتها، فتسحب تلقائياً فئات إنفاقك وتعرضها بصرياً؛ ما يختصر وقتاً ويرفع وعيك بما يحدث للأموال فعلياً.