2025-08-21 نشرت في
رئيسة الحكومة سارة الزعفراني تدعو إلى إرساء نظام اقتصادي عالمي جديد خلال افتتاح تيكاد 9
في كلمتها الافتتاحية بمناسبة الدورة التاسعة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد 9)، التي انعقدت يوم الخميس 21 أوت 2025 في مدينة يوكوهاما اليابانية، أكدت رئيسة الحكومة التونسية، سارة الزعفراني الزنزري، على ضرورة إرساء نظام اقتصادي عالمي جديد وأكثر عدلاً وإنصافاً، يتماشى مع تطلعات الدول الإفريقية ويحترم خصوصياتها.

تحية إلى اليابان وتعزيز التعاون الدولي
في بداية كلمتها، نقلت رئيسة الحكومة تحيات رئيس الجمهورية، السيد قيس سعيد، إلى القيادة اليابانية والشعب الياباني، معبرة عن شكرها للوزير الأول الياباني، السيد شيغيرو إيشيبا، على حسن الضيافة وتنظيم المؤتمر. كما أشادت بتونس التي كانت قد احتضنت الدورة السابقة للمؤتمر في 2022، ونجحت هذا العام في تنظيم يومها الوطني بمعرض أوزاكا، داعية الجميع لزيارة جناح تونس في المعرض.
دعوة لإصلاح النظام الاقتصادي العالمي
أشارت رئيسة الحكومة إلى أن النظام الاقتصادي العالمي الراهن أصبح غير عادل، مما أدى إلى إضعاف اقتصاديات العديد من البلدان الإفريقية، التي رغم ما تمتلكه من ثروات طبيعية هامة، لا تزال تواجه تحديات تنموية. وهذا يتطلب تبني حلول مبتكرة ومقاربات جديدة تضمن تحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، بما يتماشى مع "رؤية إفريقيا 2063" التي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية بين الدول الإفريقية.
وشددت على أن تونس، التي تعتز بانتمائها الإفريقي، ترفع شعار ضرورة تحويل إفريقيا إلى قارة تعود خيراتها بالنفع على شعوبها. وفي هذا السياق، دعت إلى إرساء نظام اقتصادي عالمي يعتمد على مبادئ أساسية تتضمن:
احترام السيادة الوطنية للدول وخياراتها التنموية وخصوصياتها الثقافية والاجتماعية.
مرافقة الدول الإفريقية في إيجاد حلول مبتكرة لإصلاح منوالها التنموي استناداً إلى قدراتها الذاتية، وعدم الاعتماد فقط على المساعدات والقروض الخارجية.
تخفيف الأعباء المالية على الدول الإفريقية عبر شطب الديون أو إعادة هيكلتها، بما يتماشى مع الدعوات السابقة التي أطلقها رئيس الجمهورية قيس سعيد في مؤتمر باريس 2021. كما دعت إلى تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم اليابان، من أجل تمويل مشاريع تنموية تعكس خيارات وأولويات الدول الإفريقية.
الاستثمار والتعاون الدولي
أضافت السيدة الزعفراني الزنزري أن تونس تعمل حالياً على إعداد مخطط التنمية للفترة 2026-2030، الذي يعتمد لأول مرة على إرادة الشعب ويهدف إلى تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية، مع تعزيز دور الدولة الاجتماعي. وأكدت أن تونس تسعى إلى خلق بيئة محفزة للاستثمار الداخلي والخارجي، مع التركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية مثل التكنولوجيات الحديثة، الطاقات البديلة والمتجددة، ومنظومة المياه، والتحول الرقمي.
كما أكدت على أن تونس تتطلع إلى تحقيق أهدافها التنموية بفضل استقرارها السياسي والاجتماعي، وعلاقاتها المتميزة مع شركائها الدوليين، على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
التعاون مع اليابان والإفريقيا
في سياق تعزيز العلاقات الدولية، أكدت رئيسة الحكومة على أن تونس تربطها علاقات تعاون وصداقة متينة مع اليابان، وأنها تعمل على تطوير هذه العلاقات لتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات، بفضل ما تمتلكه تونس من كفاءات بشرية وموقع جغرافي استراتيجي وإطار استثماري محفز.
وختمت كلمتها بالتأكيد على أن رؤية تونس الوطنية تتكامل مع أهداف مؤتمر تيكاد، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإفريقية، ودعت إلى أن تفضي أعمال المؤتمر إلى مخرجات عملية تحقق تطلعات شعوب القارة الإفريقية لبناء مستقبل أفضل.
وفي الختام، جددت رئيسة الحكومة شكرها لليابان وللاتحاد الإفريقي وكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر، داعية إلى تفعيل التوصيات التي ستخرج بها هذه الدورة بما يخدم مصالح القارة الإفريقية ويعزز التعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة.