2025-07-28 نشرت في
من برك مهجورة إلى منتزه عصري: فسقيات الأغالبة تستعيد بريقها التاريخي... تفاصيل المشروع
ذكر الكاتب العام المكلف بتسيير شؤون لبلدية القيروان، حمادي عبد الله، أنه تم اليوم الاثنين، الانطلاق في مشروع ترميم فضاء والمحيط المباشر لفسقيات الأغالبة وتثمينها.

وأضاف المتحدث في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء قائلا إن أشغال هذا المشروع ستمتد على 24 شهرا، وأنه سيتم الانطلاق بداية من اليوم في تركيز حضيرة الأشغال مشيرا إلى أنه قد تم لهذا الغرض تنظيم جلسة عمل بمقر البلدية جمعت كافة الأطراف المعنية كما تم القيام بزيارة ميدانية لهذا المعلم التاريخي لتحديد مكان الحضيرة وبين أن هذا المشروع رئاسي وسيكون تحت إشراف الإدارة العامة للهندسة العسكرية وذلك بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث.
14 هكتارا
وأكد المتحدث أن الأشغال ستشمل كامل فضاء الفسقيات، الممتد على 14 هكتارا وستتضمن بالخصوص إصلاح الفسقيات بعمق وتثمينها وتركيز منظومة مائية متطورة، ستجعل المياه داخلها متجددة وغير راكدة، كما سيتم إحداث فضاءات خضراء سيتم سقيها مباشرة من مياه الفسقيات عن طريق منظومة الري قطرة قطرة، بالإضافة إلى تجديد كامل سور فضاء الفسقيات. ولفت المتحدث إلى أن هذا الفضاء "سيلعب دوره كمعلم تاريخي وسياحي وسيكون فضاء عموميا ومزارا جذابا وشاملا لكافة الشرائح العمرية ومستجيبا لمواصفات منتزه عصري للعائلات والزوار من تونس وخارجها"، مضيفا ان من بين هذه المواصفات العصرية التي سيتم التركيز عليها عناصر الانارة والمنظومة المائية والتغيرات المناخية (الحفاظ على المعلم من تأثيرات التغيرات المناخية).
وأعلن في هذا الاطار أن هذا الفضاء سيكون مغلقا أمام السكان والزوار إلى حين انتهاء أشغال المشروع.
هبة سعودية
ويشار إلى أن هذا المشروع ممول عن طريق جزء من الهبة السعودية المخصصة لإحداث المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز وتهيئة جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان وترميم فسقيات الاغالبة كما تجدر الاشارة الى ان رئيس الجمهورية اطلع خلال زيارة غير معلنة أداها لولاية القيروان موفى شهر أكتوبر من السنة المنقضية، على وضعية هذا المعلم التاريخي المصنف ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو والذي بات يشكو جملة من النقائص ومنها كثرة الأوساخ بالبرك الأغلبية رغم محاولات تنظيفها في كل مرة وتصدع بعض دعائمها وغياب تعشيب محيط البرك. وأذن رئيس الجمهورية تبعا لهذه الزيارة بوضع مشروع ترميم وإحياء فسقية الأغالبة ومحيطها المباشر بولاية القيروان تحت إشراف الهندسة العسكرية.
يذكر أن فسقية الأغالبة تعد من أشهر المعالم المائية في العهد الإسلامي وشاهدة على دور مهندسي المياه في ذلك العصر في حل إشكال نقص المياه بتشييد برك الأغالبة التي أسسها ابراهيم احمد بن الأغلب سنة 248 للهجرة الموافق لـ 562 ميلادي.