2025-07-28 نشرت في

أمنية تونسي: نحب نفرح من غير ''لايك'' ونحزن من غير ''ستوريات'' ونبعث جواب فيه ''نحبّك''

في زمن الهدوء والبساطة، قبل أن تسرقنا الشاشات الذكية وتغرقنا الإشهارات، كانت الحياة في تونس لها طعم خاص.



أمنية تونسي: نحب نفرح من غير ''لايك'' ونحزن من غير ''ستوريات'' ونبعث جواب فيه ''نحبّك''

وقتها ما كناش نفيقوا على منبّه الهاتف، بل على صوت الأم تنادي، أو على شمس تدخل من شباك يطلّ على "البركونة"، وين الطاولة مستنّية مقرونة محرحرة ودلاّع صيافي، وريحة خبز الدار تسبقك للمطبخ.

سكر فايسبوكك، بيع الsmartphone متاعك، إشري نوكيا 3310، وارجع لحياتك القديمة...
أرجع لأيام ما فيهاشnotifications، وين العشرة كانت وجها لوجه، والكلام يخرج من القلب موش من clavier

أرجع كيف ما كنت:
تقوم وتفيّق وحدك، من غيرréveil، وتدخل دار جارك من غير استئذان...
وقت كان الباب محلول، والقهوة دايمة، واللمة تجمع قبل ما تفرّقنا التطبيقات.

أرجع للعشويات في الصيف، للمقرونة الحارّة والدلاّع البارد، لمسلسلات السهرة، للطاولة في البركونة والنسمة اللي ترقدك، للبقلاوة اللي تجي من عند خالتي منجية، للبشكوطو اللي يجي من مرت محمد الهادي، للزغاريد الي تسمعها في كل لمّة، حتى نهار العولة...

أرجع لجوابات الحب، للخط العربي، للبوسة المرصوصة بالrouge قبل ما يتسكر الماصو، وتتكتب أدريسة سي السيد...

أرجع أقرى كتاب ''ورق''، شمّ ريحة الصفحات...

عيّد ورمضّن على الناس اللي تحبّهم بصوتك، موش بميساج "كوپي كولي".

أرجع خفيف، كالفرططو... بلا همّ، بلاlikes، بلا stress
حبّ روحك اللي نسيتها في وسط التصاور وstory والڤيديوهات.

أرجع تونسي كيما كنا: كلام دافي، وجه بشوش، وخاطر مرتاح.
أرجع لعشرتنا، لأصلنا، لقلوبنا اللي ما تعرفش التصنّع ولا الحساب.

يزي مالstoriet، يزي مالscroll، يزي من عيشة ديجيتال خانقة.
سكر تليفونك... وحلّ قلبك لحياة بنينة، كانت ومازالت، تستنى فيك ترجع.


في نفس السياق