2025-07-19 نشرت في
رغم مرض السرطان: قصة تلميذة تونسية تتحدى الألم وتنجح في الباكالوريا
وسط ظروف صحية قاسية ومعركة طويلة مع مرض السرطان، خطّت التلميذة التونسية منال القندولي قصة نجاح مؤثرة، بعدما تمكنت من اجتياز امتحان الباكالوريا بنجاح رغم كل التحديات الجسدية والنفسية التي واجهتها.

منال، البالغة من العمر عشرين عامًا والقاطنة بمدينة مكثر، اكتشفت إصابتها بالمرض الخبيث في سن الخامسة عشرة، بينما كانت تتابع دراستها بالسنة الأولى من التعليم الثانوي. تحكي في تصريح لاذاعة ''الديوان'' أن اكتشاف المرض لم يكن سهلاً، إذ لم تظهر أعراض مباشرة في البداية، حتى ظهرت كتلة في رقبتها، ليبدأ معها مشوار العلاج الكيميائي الطويل.
ورغم الإرهاق الكبير الناتج عن العلاج والتنقل المستمر بين مكثر وتونس العاصمة، رفضت منال أن تتخلى عن مقعدها الدراسي، وقررت مواصلة دراستها متحدية التعب والإعياء. تروي منال أنها قضت سنوات من الدراسة بين الحصص الدراسية وجلسات العلاج، حتى اضطرت في بعض الفترات إلى تأجيل دراستها بسبب قوة العلاج وآثاره الجانبية، لكنها كانت دائمًا تعود بعزيمة أكبر.
لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، إذ اضطرت منال أحيانًا إلى اجتياز الامتحانات وهي على كرسي متحرّك بسبب ضعف حركتها وتدهور حالتها الصحية. ورغم ذلك، تمكّنت من استكمال امتحاناتها حتى النهاية، متحدية الأعراض والآلام، ولم تثنها نظرات الشفقة أو التعليقات المؤذية عن المضي قدمًا.
تصف منال لحظة صدور نتائج الباكالوريا بأنها من أسعد لحظات حياتها، إذ اجتمعت عائلتها حولها بقلوب مليئة بالرجاء والخوف، حتى وصلت رسالة النجاح على هاتفها، لتعمّ الفرحة أرجاء البيت وتتحول دموع الألم إلى دموع فرح وفخر.
وفي حديثها، لم تنس منال أن تؤكد على الدور الكبير الذي لعبته العائلة في دعمها معنويًا وماديًا، خاصة والديها اللذين رافقاها في كل مراحل العلاج، إضافة إلى طاقمها الطبي والإطار التربوي الذي ساندها حتى تحقق حلمها.
تقول منال إن حلمها اليوم هو دراسة علوم التمريض، حتى تكون قريبة من المرضى وتقدّم لهم الدعم الذي احتاجته هي في رحلتها مع المرض. وهي توجّه رسالة أمل لكل من يمر بتجربة مماثلة، مؤكدة أن الأمل يجب أن يبقى حاضرًا مهما كانت الظروف، وأن المرض ليس نهاية الحياة.
تُعدّ قصة منال مثالاً حيًا على الشجاعة والصبر والإصرار، ورسالة قوية مفادها أن بالإرادة والدعم يمكن للإنسان أن يهزم الألم، ويحقق أهدافه رغم أصعب الظروف.
ندعوكم لمشاركة هذه القصة الملهمة مع أصدقائكم وأحبائكم، لتكون شعلة أمل لكل من يمر بتحديات الحياة.