2025-07-03 نشرت في
البحر الأبيض المتوسط يَغلي: حرارة المياه ترتفع بـ5 درجات ومحرز الغنوشي يُحذّر!
دوّن المهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي، محرز الغنوشي، تحليلاً مفصلاً حول النتائج والمخاطر المتوقعة لارتفاع حرارة البحر الأبيض المتوسط، الذي سجّل في فترات الصيف الأخيرة فارقًا يصل إلى 5 درجات مئوية فوق المعدلات الطبيعية، واصفًا هذه الظاهرة المناخية بأنها "ليست مجرد حالة عابرة، بل إنذار مناخي خطير".

وأكد الغنوشي أنّ هذا التغير الحراري يُنذر بانعكاسات مباشرة وعميقة على المناخ، البيئة، الاقتصاد، الصحة العامة، وحتى الاستقرار الاجتماعي في كامل منطقة المتوسط.
تغيرات مناخية مقلقة
يشير الغنوشي إلى أن البحر الأبيض المتوسط بات يسجّل تغيرات مناخية متسارعة، أبرزها تفاقم موجات الحر التي تؤثر على الفئات الضعيفة كالمرضى وكبار السن والأطفال، واضطراب الأنظمة الجوية، مما يزيد من احتمالات العواصف الرعدية العنيفة، والأمطار الطوفانية(flash floods)، إلى جانب زيادة في شدة الأعاصير المتوسطية المصغرة(Medicanes).
كما لفت إلى تغيّر نمط تساقط الأمطار، إذ تتراجع الأمطار المنتظمة لصالح فترات من الجفاف تتخللها أمطار مفاجئة، وهو ما يربك المواسم الزراعية ويؤدي إلى خلل مائي وزراعي على المدى القريب.
آثار بيئية مدمّرة
من النتائج البيئية المباشرة التي أشار إليها المهندس الغنوشي:
- نفوق واسع للكائنات البحرية بسبب نقص الأوكسجين.
- انتشار كائنات دخيلة مثل قناديل البحر السامة.
- تراجع التنوع البيولوجي البحري وتدمير مروج البوسيدونيا والشعب المرجانية، مما يؤثر سلبًا على نقاء المياه وحماية السواحل.
تأثيرات اقتصادية واجتماعية
ووفقًا للغنوشي، فإن ارتفاع حرارة البحر يهدد قطاع الصيد البحري بسبب تغير توزيع الثروة السمكية، ويؤثر سلبًا على السياحة الساحلية بفعل نفوق الكائنات أو تلوث المياه، إلى جانب تآكل السواحل وتهديد البنية التحتية السياحية والموانئ.
تهديدات صحية متصاعدة
يحذر الغنوشي من زيادة انتشار الأمراض المنقولة بالمياه نتيجة تكاثر البكتيريا في المياه الدافئة، إضافة إلى إمكانية ظهور أمراض استوائية مثل حمى الضنك والشيكونغونيا بسبب ازدياد الرطوبة وانتشار البعوض.
تحديات استراتيجية
كما لم يغفل التهديدات الاستراتيجية المترتبة عن هذه الظاهرة، مثل الضغط على الموارد المائية والزراعية، وارتفاع أسعار الغذاء، واحتمال تنامي الهجرة المناخية والنزوح الداخلي من المناطق الساحلية المهددة.
توصيات عاجلة
وختم الغنوشي تدوينته بجملة من التوصيات:
- دعم مراكز الرصد الجوي والبحري.
- تعزيز منظومات الإنذار المبكر.
- توعية المجتمعات الساحلية بخطط الطوارئ.
- تطوير شراكات متوسطية بيئية.
- حماية الغطاء النباتي الساحلي.
- دمج المناخ في السياسات العمومية.
يؤكد محرز الغنوشي أن ارتفاع حرارة البحر الأبيض المتوسط ليس مجرد مؤشر بيئي عابر، بل حدث مناخي بالغ الخطورة، يفرض على المنطقة المتوسطية – بكل ما تحمله من ثقل حضاري واقتصادي – الاستعداد والتأقلم والعمل الجماعي لمجابهة "تحدي القرن".