2025-06-30 نشرت في

الريح البحاري ''الشرش'' في الوطن القبلي: ظاهرة طبيعية يحذر منها البحّارة التونسيون

في المناطق الساحلية التونسية وخاصة في الوطن القبلي، تُعدّ الرياح من العوامل الطبيعية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة السكان وعلى نشاط البحارة. من بين هذه الرياح، تبرز الريح المعروفة محليًا باسم "الشرش"، التي لها تأثير واضح على حالة البحر وسلوك الناس في الشواطئ.



الريح البحاري ''الشرش'' في الوطن القبلي: ظاهرة طبيعية يحذر منها البحّارة التونسيون

ما هو "الشرش"؟

"الشرش" هو اسم شعبي يُطلقه البحارة وسكان الوطن القبلي على نوع خاص من الرياح يأتي من البر إلى البحر، وتُعرف علميًا بالفرنسية باسم vent de terre، أي الريح البرية أو الريح التي تنفخ من اليابسة باتجاه البحر.

تتميز هذه الرياح بأنها باردة وجافة، وعادة ما تكون نشطة في فصل الصيف، وقد تتسبب في اضطراب موج البحر رغم أن السماء في المناطق الساحلية قد تكون صافية وخالية من السحب.

خصائص الريح "الشرش"

-تنفخ الريح من اليابسة باتجاه البحر، وهذا ما يجعلها تختلف عن الرياح البحرية التي تأتي من البحر نحو البر.

-تستمر هذه الرياح عادة لفترات طويلة، قد تصل إلى 3 أيام أو تمتد حتى 7 أيام، لذلك يقول الناس في تونس "يا يثلث يا يسبّع" في إشارة إلى مدة استمرار هذه الرياح.

-تبدأ الرياح غالبًا فجأة، وغالبًا ما تظهر في ساعات الليل أو الصباح الباكر.

تأثيرات "الشرش" على البحر والبحارة

هذه الرياح تجعل البحر مضطربًا وخطيرًا، خاصة على القوارب الصغيرة التي تتعرض لصعوبات كبيرة أثناء الإبحار. لذلك، يعتبر البحارة "الشرش" من الرياح التي تستوجب الحذر الشديد، ويفضلون تجنب الخروج إلى البحر خلال فترة نشاطها.

كما أن "الشرش" قد لا يؤثر بشكل واضح على الطقس في المناطق الساحلية أو داخل المدن، إذ قد تظل السماء صافية والطقس مستقراً، لكنه يعكر صفو البحر ويجعل الموج عالياً وغير آمن.

الخلاصة

الريح "الشرش" هي ظاهرة طبيعية معروفة جيدًا لدى سكان الوطن القبلي والبحارة التونسيين. لفهم هذه الظاهرة والوعي بمخاطرها أهمية كبيرة للحفاظ على السلامة البحرية، خاصة مع اقتراب موسم الاصطياف حيث يرتاد الكثيرون الشواطئ والبحر.

من هنا، تأتي دعوة الخبراء والبحارة بضرورة الانتباه والتقيد بالإرشادات الجوية والملاحية، وعدم الاستهانة بقوة الرياح البحرية التي قد تبدو هادئة لكنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة.


في نفس السياق