2025-06-20 نشرت في
من مكة إلى المدينة… لماذا يحتفل التونسيون برأس السنة الهجرية؟
مع كل حلول لمطلع شهر محرّم، يحتفل المسلمون في مختلف أنحاء العالم بقدوم رأس السنة الهجرية، المناسبة التي لا تُذكّر فقط ببداية تقويم جديد، بل تُعيد إلى الأذهان حدثًا محوريًا في تاريخ الإسلام: هجرة النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة.

في تونس، تُعد هذه المناسبة عطلة رسمية تُغلق فيها الإدارات العمومية والمؤسسات التربوية أبوابها، احترامًا لقيمة هذا اليوم الرمزي في الذاكرة الدينية والثقافية.
ما هي السنة الهجرية؟
السنة الهجرية هي التقويم الإسلامي الرسمي، ويُحسب على أساس الدورة القمرية، أي اعتمادًا على دوران القمر حول الأرض. وتتكون من 12 شهرًا قمريًا، ويبلغ عدد أيامها ما بين 354 و355 يومًا.
بدأ اعتماد هذا التقويم منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اختار المسلمون أن تكون الهجرة النبوية الشريفة هي الحدث الذي يُبنى عليه تأريخ الأمة، لما لها من أثر مفصلي في بناء الدولة الإسلامية، ونقل الدعوة من حالة الضعف إلى الاستقرار والنمو في المدينة المنورة.
رمزية رأس السنة الهجرية
رأس السنة الهجرية، أي اليوم الأول من شهر محرّم، يُعتبر فرصة للتأمل في معنى الهجرة، لا باعتبارها مجرد انتقال مكاني، بل كتعبير عن القيم الإنسانية الكبرى: التضحية، الإخلاص، الصبر، والإرادة في تغيير الواقع نحو الأفضل.
ويُعد شهر محرّم من الأشهر الحُرُم في الإسلام، التي يُعظّم فيها الله عز وجل الظلم، وتُشجَّع فيها أعمال الخير والصلح، وهو ما يُعزّز من الطابع الروحي لهذه المناسبة.