2025-06-20 نشرت في
كارثة في الأفق؟ ماذا لو تلوّثت مياه الخليج العربي بسبب النووي؟...خبير تونسي يكشف
في ظلّ التصعيد المتواصل بين إيران🇮🇷وإسرائيل🇮🇱، يُطرح سيناريو مرعب لا يقلّ خطرًا عن العمليات العسكرية ذاتها: تلوّث مياه الخليج العربي بالإشعاع النووي.

حمدي حشاد، المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي، يُحذر من هذا الاحتمال ويعتبره "قنبلة مائية موقوتة" قد تُغرق المنطقة في أزمة عطش وفوضى واسعة النطاق.
بحسب ما يوضّح حشاد، فإن دول الخليج تعتمد بشكل شبه كلي على تحلية مياه البحر كمصدر رئيسي للماء. السعودية🇸🇦، الإمارات🇦🇪، قطر🇶🇦، الكويت🇰🇼، البحرين🇧🇭، وسلطنة عمان🇴🇲تنتج مجتمعةً أكثر من 67 مليون متر مكعب من المياه المحلّاة يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا نصف إنتاج العالم من المياه المحلّاة.
ويشير حشاد إلى أن السعودية تنتج وحدها أكثر من 7.5 مليون م³/اليوم، في حين أن محطة جبل علي في الإمارات توفّر 2.2 مليون م³/اليوم، وتُنتج محطة راس قرطاس في قطر قرابة 286 ألف م³/اليوم.
لكن هذا الإنجاز الضخم ليس بلا ثمن، فبحسب حمدي حشاد، تحلية المياه تستهلك قرابة 5٪ من استهلاك الطاقة في دول الخليج، وتنتج عنها انبعاثات ضخمة، حيث تطلق السعودية وحدها 60 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًانتيجة تشغيل هذه المحطات.
ماذا لو وقع الأسوأ؟
القلق الأكبر، حسب حشاد، يتمثل في احتمال تعرض منشآت نووية إيرانية لهجمات عسكرية أو لحوادث تسرّب إشعاعي.
مفاعل بوشهر، على سبيل المثال، يقع في موقع ساحلي قريب من مياه الخليج. وإذا تعرّض لضربة عسكرية أو تعطّل فني، فإن المواد المشعة قد تتسرّب مباشرة إلى البحر، حيث تتم عملية التحلية.
ويحذّر حشاد من أن الملوثات الإشعاعية في هذه الحالة ستُسحب تلقائيًا إلى محطات التحلية، وتدخل إلى أنظمة توزيع المياه، ما يُؤدي إلى:
توقف فوري للمحطات،
تلوّث شبكة المياه،
نقص حاد في الإمدادات،
أزمة صحية واجتماعية واقتصادية.
ويشدّد حشاد على أن الدول الأكثر هشاشة مثل الكويت والبحرين ستكون الأشد تضررًا، نظرًا لاعتمادها شبه الكامل على مياه البحر، وعدم توفر بدائل داخلية كافية.
كما يلفت الانتباه إلى وجود أكثر من 100 ألف تونسي مقيم في الخليج، سيجدون أنفسهم أمام أزمة معيشية غير مسبوقة في حال فقدان مصدر الماء النظيف.
أزمة ثلاثية الأبعاد
يرى حمدي حشاد أن هذه الأزمة المحتملة لا تتعلق فقط بالبيئة، بل هي أزمة:
مائيةتهدد الحياة،
صحيةنتيجة احتمال التسمم الإشعاعي،
واقتصادية بفعل توقف الإنتاج وانهيار بعض القطاعات الحيوية.
ويؤكد أن خطورة الوضع تتضاعف لأن جميع الدول المعنية تشترك في بحر واحد كمصدر للمياه، مما يجعل أي تلوث كارثيًا على الجميع، بلا استثناء.
ماذا بعد؟
يدعو حمدي حشاد دول الخليج إلى الاستعداد لأسوأ السيناريوهات، عبر:
تعزيز أنظمة الرقابة الإشعاعية في البحر ومحطات التحلية،
تطوير مصادر بديلة للمياه(كمياه الأمطار، وإعادة التدوير، والمياه الجوفية)،
بناء إستراتيجيات تعاون إقليميفي حال حدوث الطارئ، بدل الدخول في حالة من التنازع والتخبط.
ويختم حشاد بالتأكيد على أن العالم أجمع – وليس الخليج وحده – مطالب اليوم بمراجعة سياسة الاعتماد الكامل على مصدر وحيد لأي خدمة حيوية، خصوصًا حين تكون الكلفة المحتملة لانهياره باهظة إلى هذا الحد.