2024-04-18 نشرت في

محسن مرزوق: هكذا رد قائد السبسي يوم أرادت إيطاليا تحويل تونس لمعتقل

قدم الناشط السياسي محسن مرزوق، ما أسماه "شهادة للتاريخ" حول إيطاليا والهجرة والرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي.

 



محسن مرزوق: هكذا رد قائد السبسي يوم أرادت إيطاليا تحويل تونس لمعتقل

وجاء في تدوينة مطولة لمحسن مرزوق على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي قوله"يعرف الجميع أنني اختلفت مع الاستاذ الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية الله يرحمه، حول موضوع التحالفات والحكومة والحزب، ولكن هذاك موضوع وشهادة التاريخ موضوع آخر.

كنت مع الرئيس قائد السبسي في اجتماع مجموعة السبع المجتمع في ألمانيا سنة 2015. وكانت تونس مدعوة تقديرا لتجربتها الديمقراطية.

في إطار تلك الزيارة، طلب ماتيو رنزي رئيس وزراء إيطاليا وقتها، وهو نفس منصب جورجيا ميلوني الآن، لقاء رئيس تونس. وقد حضرت ذلك اللقاء، يوم 8 جوان 2015.

دون مقدمات طويلة، فاتح رنزي الرئيس السبسي بمشروعه الكبير وفق قوله "عندنا أموال كثيرة لكم سيدي الرئيس …من إيطاليا وأوروبا"

الباجي: " ممتاز، أحنا عندنا صعوبات كما تعرفون، شنوة المقترح"؟

رنزي :" مقترحنا ننشئ في تونس مخيمات منظمة يقع إلجاء كافة المهاجرين القادمين لايطاليا من البحر فيها. وفي مخيمات تونس يقع الفرز. نأخذ ما نحتاجه والباقي تقع إعادته لبلدانهم. وسندفع ستة آلاف أورو للرأس"!!!

تقريبا هذا بالضبط ملخص ما قال دون إنقاص أو تهويل ودون الإشارة لمواضيع أخرى أقلّ أهميّة.

التفت الباجي بأسلوبه المعتاد وقال: شنوة قال هذا؟ وكأنه يريد وقتا للتفكير في كيفية ردّ ديبلوماسي على ما سمعه وهي طريقته دائما حتى لا يجعل رده غرائزيا أو انفعاليا.

ثمّ، ويبدو أنه لم يجد حلا ديبلوماسيا أكثر من اللازم للتفاعل مع ما سمعه، قال لرنزي: شكرا لاقتراحاتك السيد رئيس الحكومة، ولكن كما تعرف تونس التي صارت فيها تحولات أخيرا، لم تفعل ذلك لتحوّل البلاد لمعتقل لإخواننا الأفارقة…وكما تعرفون المعتقلات تذكرنا وتذكركم بذكريات سيئة".

ثم وقف بعد ذلك بقليل، إيذانا بنهاية اللقاء في الأعراف الديبلوماسية. وخيم صمت ثقيل. وافترق الوفدان.

وأراد الباجي تلطيف الأجواء فيما بعد بطريقته الخاصة بيننا.

⁃ " ها الوليّد رنزي ما زال صغير والفرنسوية متاعه موش مليحة"."

وتابع مرزوق"بصراحة، أنا نفسي فاجأني هذا الموقف الصارم "الثوري" من الرئيس الباجي. وحين صارحته. قال لي:

⁃ لا ثورة لا قرع. الثورات تمشي وتجي. هذا موقف دولة ومصلحة دولة. والدولة تقعد والمفروض لا تمشي لا تجي.

هذا ما حصل أذكره للتاريخ كما حصل. وبعد أن قارنت، أخيرا، بين ما دونته وفي ذاكرتي مع غيري من الحاضرين عن ذلك الاجتماع"

وختم بالتأكيد "أذكر ما حصل، لا رغبة في التلميع ولا التنقيص ولا تبييضا للاختلافات السابقة ولا أي شيء من هذا القبيل.

ولكن هذه واقعة حصلت. وأذكرها بينما تتزايد زيارات وربما ضغوط أصدقائنا الطليان علينا هذه الأيام.

علما أنّ علاقاتنا مع الصديقة إيطاليا يجب أن تبقى قوية وثابتة دائما في مع احترام مصالح وسيادة الطرفين.

ولكن قناعتي أيضا أن موقف تونس كدولة يجب أن يبقى هو ذاته، ذلك الذي عبر عنه وقتها الرئيس الرّاحل الباجي قايد السبسي" وفق قوله.

 


في نفس السياق