2021-10-09 نشرت في

هجوم انتحاري يستهدف مسجدا

أدى هجوم انتحاري تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية-ولاية خراسان" على مسجد شيعي في مدينة قندوز الواقعة بشمال شرق أفغانستان إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص. وسارع المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد باستنكار العملية مؤكدا على وحدة أبناء الوطن الواحد. ويسلط هذا الهجوم الجديد الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه حركة طالبان، التي سيطرت على البلاد في أغسطس/آب وشنت منذ ذلك الحين عمليات ضد خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" في كابول.



هجوم انتحاري يستهدف مسجدا

قالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان إن الهجوم الانتحاري الذي استهدف الجمعة مسجدا شيعيا في مدينة قندوز شمال شرق أفغانستان أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص.

وأظهرت لقطات مصورة جثثا محاطة بالأنقاض داخل المسجد الذي ترتاده الأقلية الشيعية. فيما تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية-ولاية خراسان" الهجوم الدامي. وقال التنظيم الجهادي في بيان نشره على قنواته عبر تلغرام، إن انتحاريا من تنظيم "الدولة الإسلامية" "فجر سترته الناسفة وسط جموع الروافض داخل المعبد، ما أدى إلى سقوط أكثر من 300 قتيل وجريح في صفوفهم".

وكشفت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفرنسية أن منفذ الهجوم من مسلمي الأيغور الذين تعهدت طالبان بطردهم وإقصائهم استجابة لمطالب الصين وسياساتها ضد المسلمين هناك.

وكتبت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في تغريدة على تويتر "تشير المعلومات الأولية إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص في تفجير انتحاري داخل المسجد".

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى الآن. ووقع الانفجار في أعقاب عدة هجمات حدثت في الأسابيع الأخيرة من بينها هجوم على مسجد في كابول. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن بعض هذه الهجمات.

وسلطت هذه الهجمات الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه حركة طالبان، التي سيطرت على البلاد في أغسطس/آب وشنت منذ ذلك الحين عمليات ضد خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" في كابول.

وحسب مصادر طبية، لقي ما لا يقل عن 55 شخصا حتفهم وأصيب 140 آخرون في الانفجار.

وأفاد طبيب في مستشفى قندوز المركزي لوكالة الأنباء الفرنسية طلب عدم كشف اسمه "حتى الآن، تلقينا 35 جثة وأكثر من 50 جريحا". وفي وقت سابق، قال مسؤول محلي في منظمة أطباء بلا حدود طلب عدم كشف هويته إن "أكثر من 90 مصابا وأكثر من 15 جثة" نقلت إلى عيادة المنظمة غير الحكومية في قندوز.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر "وقع انفجار بعد ظهر اليوم في مسجد لأبناء وطننا من الشيعة... أسفر عن استشهاد وجرح عدد من أبناء وطننا".

وتعتبر قندوز بسبب موقعها نقطة عبور رئيسية للتبادلات الاقتصادية والتجارية مع طاجيكستان. وكانت المدينة مسرحا لمعارك دامية فيما كانت طالبان تشق طريقها للعودة إلى السلطة هذا العام. وغالبا ما كان المسلمون الشيعة مستهدفين من المتطرفين السنة، وقد واجهوا بعض أعنف الاعتداءات في أفغانستان.

حشود خائفة

قال سكان في قندوز، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، لوكالة الأنباء الفرنسية إن التفجير استهدف مسجدا شيعيا خلال صلاة الجمعة.

ووصف زلماي ألوكزاي، وهو رجل أعمال محلي هرع إلى مستشفى قندوز للتبرع بالدم، مشاهد مروعة. وروى أن "سيارات الاسعاف كانت عائدة إلى مكان الحادث لنقل القتلى".

وقال عامل إغاثة في المستشفى التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في المدينة لوكالة الأنباء الفرنسية إن هناك مخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى.

وأضاف "مئات الاشخاص يتجمعون عند البوابة الرئيسية للمستشفى ويبكون أقاربهم، لكن مسلحين من طالبان يحاولون منع التجمعات تحسبا لحدوث تفجير آخر".

أظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتسنّ التحقق من صحتها على الفور جثثا ملطخة بالدماء ملقاة على الأرض. وأظهرت صور أخرى أعمدة من الدخان تتصاعد في الهواء فوق قندوز.

وأظهر مقطع فيديو آخر رجالا يهتمون بأشخاص من بينهم نساء وأطفال، بعيدا عن مكان التفجير، وحشودا خائفة في الشوارع.

وقال أمين الله وهو شاهد كان شقيقه في المسجد "بعدما سمعت صوت الانفجار اتصلت بشقيقي لكنه لم يجب". وتابع "مشيت باتجاه المسجد ووجدت شقيقي مصابا ومغمى عليه. أخذناه على الفور إلى مستشفى أطباء بلا حدود".

وقالت مدرسة في قندوز لوكالة الأنباء الفرنسية إن الانفجار وقع قرب منزلها وتسبب بمقتل عدد من جيرانها. وأضافت "لقد كان حادثا مرعبا جدا". وروت "قتل وجرح العديد من جيراننا... أحدهم يبلغ 16 عاما. لم يتمكنوا من العثور على نصف جثته. وقتل جار آخر عمره 24 عاما".

مضطهدون

يشكل الشيعة حوالى 20 في المئة من السكان الأفغان. العديد منهم من الهزارة، وهي مجموعة إثنية تعرضت لاضطهاد شديد في أفغانستان لعقود.

في أكتوبر/تشرين الأول 2017، استهدف انتحاري من تنظيم "الدولة الإسلامية" مسجدا شيعيا فيما كان المصلون مجتمعين لأداء صلاة العشاء في غرب كابول، ما أسفر عن مقتل 56 شخصا وإصابة 55 بينهم نساء وأطفال.

وفي مايو/أيار من العام الحالي، أسفرت سلسلة من التفجيرات خارج مدارس في العاصمة عن مقتل 85 شخصا على الأقل، معظمهم فتيات صغيرات. وأصيب أكثر من 300 شخص في هذا الهجوم على الهزارة.

 

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز


في نفس السياق


آخر الأخبار