2021-05-07 نشرت في

أحمد نجيب الشابي ينعى منجي اللوز

نعى أحمد نجيب الشابي القيادي بالحزب الجمهوري منجي اللوز.



أحمد نجيب الشابي ينعى منجي اللوز

وقال الشابي في تدوينة على صفحته :

"الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر

ها نحن نجتمع اليوم حول جثمانك الطاهر لنودعك الوداع الأخير. ها انت مسجى، تغادرنا في سكينة وجلال لتذكرنا بأن كل نفس ذائقة الموت، لتذكرنا بأن الجسم فان لا محالة وأن البقاء للروح.

اخي وصديقي ورفيق دربي، منجي

اننا نودع فيك اليوم المجاهد الفذ، الذي نذر نفسه للحياة: حياة الجنس البشري وسعادة الانسان. لم تعش لنفسك يوما منذ نعومة اضفارك،  ووهبت روحك وعقلك لأهلك وبني وطنك، تنشد لهم السعادة والحياة  في كنف الحرية والعدل والعزة.

نذرت شبابك وقضيت افضل ايامه وراء القضبان، لا لجرم اتيته وانما لتعلقك بكرامة الانسان وبحقه في ان يعيش حرا، سيدا يقرر مصيره بنفسه. ولم يثنيك التعذيب الجسدي الذي تعرضت اليه على ايدي الجلادين ولم يفت في عزيمتك، فواصلت طريقك تنشد الحرية والعدل لبني وطنك، وضحيت من اجل ذلك بحريتك الذاتية وبمسارك المهني وبزينة الدنيا، ولم تحن الرأس ولا طأطته للظالم والمستبد. 

عشت زاهدا، قنوعا لا تستهويك زينة الدنيا، حملت جسدك النحيف اكثر مما يتحمل ووجهت طاقتك كلها الى ما ينفع الناس فأثرت في مجرى الحياة  السياسية والاجتماعية والثقافية لبلادك.

لم تذهب مجهوداتك وتضحياتك سدى، فقد شاهدت قبل رحيلك عنا صروح الاستبداد تتهاوى الواحدة تلو الاخرى، وشاهدت العدل يتقدم في ربوعنا وشاهدت الحرية تنتصر في واحدة من ابهى الثورات التي شهدها العالم. كان لك دور الريادة في كل هذه التحولات والتطورات، ورحلت عنا راضيا مطمئنا، مؤمنا بأن المشعل الذي حملته لن يسقط ابدا وان اجيالا من الطيبين امثالك سيحملونه ، جيلا بعد جيل.

اخي وصديقي ورفيق دربي منجي،​

نشأت في بيئة جبلت على الكد والجد، وترعرعت بين كوكبة من الشبان المناضلين من قوى التقدم والعدل، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وها انك اليوم تعود الى مسقط رأسك لتوارى ثراءه الطيب، الى جانب والديك وبين اهلك وذويك. لقد كنت ابنا بارا وأبا حنونا فخورا بابنيك  وصديقا وفيا لكل من احببت، ولا يذكر لك شجار ولا ضغينة مع احد، كل ذلك بفضل قلبك الطيب ودماثة اخلاقك، رحم الله والديك الذين ربياك صغيرا وحفظ ابنيك ووفقهما طريق السداد.

اخي وصديقي منجي

إن كان للروح معنى فقد جسدتها في ابهى مظاهرها، وان كان للقيم والمثل مدلول فقد رمزت اليها في ابهى تجلياتها وان كان لخلافة الله في الأرض مقصود قفد مثلته احسن تمثيل، ولم يكن ذلك خيارا منك بقدر ما كان قدرا وجبلة ثبت عليها طول العمر.

"واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون

وقال انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبينا ان يتحملنها واشفقنا منها وتحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا

واشهد انك اوفيت ووفيت

أخي وصديقي منجي

كل نفس ذائقة الموت، نم واهنأ، ولسوف تبقى بيننا، ما بقينا، قامة شامخة للحب والفداء تلهمنا الصبر والثبات على المبدأ والانتصار للحق ولسعادة الانسان.

الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، وإنا لله وإنا اليه راجعون

يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"


في نفس السياق