2018-03-06 نشرت في

أصغر ضحايا مجزرة نيوزيلندا: اعتقد أنّه مشهد من لعبة فيديو وركض نحو الإرهابي!

كشفت صحيفة "The Washington Post" الأمريكية عن أصغر ضحايا مجزرة نيوزيلندا التي أودت بحياة 50 شخصاً كانوا يؤدون صلاة الجمعة يوم 15 مارس 2019.



أصغر ضحايا مجزرة نيوزيلندا: اعتقد أنّه مشهد من لعبة فيديو وركض نحو الإرهابي!

وتقول الصحيفة الأمريكية إن موكاد إبراهيم كان يرتدي جوربين بيضاوين صغيرين، من النوع الذي لا يجعل الصغير ينزلق، عندما ذهب بصحبة أبيه وأخيه إلى مسجد النور في المدينة.

لا يزال حذاؤه أمام المدخل، حيث تركه عند وصوله لصلاة الجمعة. عيناه البنيتان الكبيرتان، اللتان كانتا تشعان بالضحك، أُغلقتا إلى الأبد في أثناء نقله إلى سيارة الإسعاف. كانت هذه آخر مرة تراه فيها عائلته.

تأمل عائلته أن تتمكن أخيراً من تغسيل وتكفين جسده الصغير ودفنه الإثنين 18 مارس 2019، متأخرين كثيراً عن التقاليد الإسلامية التي تدعو إلى دفن الجثث بسرعة، خلال اليوم الأول تحديداً.

أصغر ضحايا مجزرة نيوزيلندا

كان موكاد يبلغ من العمر 3 سنوات، وُلد في نيوزيلندا لعائلة صومالية هربت من الحروب المشتعلة ببلادها منذ أكثر من 20 عاماً.

كتب أخوه الأكبر «عبدي» ينعاه على فيسبوك بعد مجزرة نيوزيلندا : «موكاد كان نشيطاً، ومفعماً بالحيوية، ويحب الابتسام والضحك. سنفتقدك أخي العزيز».

كان الأصغر بين 50 ضحية قتلوا في الهجمات التي شنها مسلّح على مسجدين، الجريمة التي صدمت نيوزيلندا وهذه المدينة على وجه الخصوص، والتي استدعت إلى ذاكرتها المأسوية ذكرى الزلزال المدمر عام 2011 والذي أودى بحياة 185 شخصاً.

ومثل مذبحة مدرسة ساندي هوك في كونيتيكت وما سببته من ألم وحزن، بسبب براءة الضحايا في الصف الأول، هكذا غلّف مقتل موكاد هذه الكارثة الإنسانية غير المبررة.

قال محمود حسن، أحد أعضاء المجتمع الصومالي في نيوزيلندا الذي يتألف من نحو 60 عائلة: «كان يمكن أن يكبر ليكون دكتوراً نابغاً أو رئيساً للوزراء». ثم هز رأسه، تعبيراً عن غضبه بسبب حادثة القتل الجماعي، وتساءل: «لماذا؟!» .

حمله أبوه، عدان إبراهيم، عند الظهيرة ليصحبه إلى صلاة الجمعة في المسجد، كما اعتادوا. وبعد الصلاة، كان الصغير معتاداً الذهاب للعب الكرة في متنزه هاغلي، مع أخيه «عبدي».

ركض نحو المسلح وسط الفوضى

ولكن عندما اقتحم المسلح المسجد بعد نحو 10 دقائق من الخطبة وبدأ ينهال على الجميع برصاصاته دون تمييز، بدا أن موكاد اعتقد أنه مشهد من لعبة الفيديو التي يلعبها إخوته الكبار. وقال حسن إنه ركض نحو المسلح. ووسط الفوضى، ركض والده وأخوه في اتجاهات مختلفة.

وبعد انتهاء المذبحة، حمل أحد المصلين موكاد إلى المسعفين فور وصولهم.

وفي مساء الأحد 17 مارس 2019، كان الأب ينتظر بالمستشفى؛ آملاً أن يرى أصغر أبنائه منذ أن قُتل، وأن يكون يوم الإثنين هو اليوم الذي يدفنه فيه أخيراً إلى مثواه الأخير.

وكتب «عبدي»: «إنا لله وإنا إليه راجعون. سنفتقدك أخي العزيز». هناك حالة من الإحباط بين العائلات، بسبب طول المدة الزمنية التي تستغرقها السلطات لتسليم الجثث إلى ذويهم.

قالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، خلال مؤتمر صحفي، الأحد 17 مارس 2019، إن بعض الجثث سيتم تسليمها إلى ذويهم في مساء اليوم نفسه، وإنها تأمل تسليمها جميعاً بحلول يوم الأربعاء 20 مارس 2019.

وصاحت إحدى النساء على شاشات التلفاز: «أعيدوا لنا جثثهم فحسب». كان ذلك بعد ظهيرة يوم الأحد، حيث اجتمع أعضاء المجتمع الإندونيسي معاً، لدعم عائلة ليليك عبد الحميد، المهندس بطيران نيوزيلندا، والذي قُتل في الهجوم.


في نفس السياق


آخر الأخبار