Publié le 06-03-2018

رسالة مفتوحة الى رئيس مؤسسة التلفزة التونسية

بعد التحية والتقدير : نتابع بكل استغراب تولّي نشرة الأخبار الوطنية على تلفزتنا الوطنية العمومية مهمّة المكتب الاعلامي الخاص بالرئيس المؤقت في استنساخ ممجوج للشكل البائد الذي كانت تسير عليه نشرات الأخبار طيلة عقود من الدكتاتورية وحكم الفرد الواحد .



رسالة مفتوحة الى رئيس مؤسسة التلفزة التونسية

ان المتابع لنشرات أخبار هذا الأسبوع على التلفزيون العمومي يلاحظ دون عناء أن  مدرسة الاعلام الآحادي الفاقد بشكل سافر لمهنية ومصداقية الاعلام الحر والديمقراطي لا زالت تسيطر على المشهد والاّ ما تفسير المساحة الرئيسية المخصصة لنشاط الرئيس المؤقّت في لقاءاته بصداقاته الحقوقية حيث لا صلة مباشرة بأي مشغل من المشاغل المباشرة للشعب التونسي مقابل تغييب كامل لمعاناة سكان الشمال الغربي في مواجهة موجة برد عارم تزداد حدّته بفقدان الغاز وندرته !!!

السيد رئيس مؤسسة التلفزة العمومية التونسية

لقد خلنا أن عصر اعلام النشاط الرئاسي الممجوج قد ولّى الى غير رجعة بأفول حكم الدكتاتورية لنبدأ دربة اعلام الشعب وقضاياه الحيوية ، لكن يبدو أن مؤسستكم لا زالت تشتغل بعقل ما قبل ثورة 14جانفي ولم تستفق بعد من سبات نشرة الأخبار التي يتصدّرها نشاط السيّد الرئيس في حلّه وترحاله وفي أكثر نشاطاته حميمية في لحظة اعتقدنا فيها أننا تركنا وراء ظهورنا هذه الصورة المحبطة من السخرية من ذكاء الشعب واستفزاز تطلعاته الديمقراطية .

لسنا في حاجة أن نحيلكم على تجارب تلفزيونات الديمقراطيات العريقة التي تضع نشاط حكامها في مراتب متأخرة في ترتيب عناوين أخبارها ولا تختار من هذه الأنشطة سوى الأحداث الكبرى لأن أخبار شعوبها هي الأهم والأولى ولكن خوفنا الأكبر هو أن صعوبة التخلّص من ارث اعلام الدكتاتورية وعقليّته سيكون مدخلا لحملات انتخابية مبكّرة لفائدة أطراف سياسية دون أخرى تكشف بالتأكيد الى أي درجة يمكن فيها أن ننتكس الى الآحادية والاستبداد بطريق ملئ بكثير من النوايا الطيبة وقدر ضئيل من المهنية والمصداقية .

    أملنا كبير في التدارك وسعة الصدر


UPL

Dans la même catégorie