حزب القطب : العملية الإرهابية بسوسة كارثة و لا يمكن أن يدوم هذا الوضع في تونس

استهدفت العملية الإرهابية الدمويّة الجبانة تونسنا العزيزة يوم 26 جوان الجاري و تحديدا المنطقة السياحية مرسى القنطاوي سوسة و خلّفت 39 قتيلا و 36 جريحا من ضيوف تونس.

تمثّل هذه العملية كارثة تضرب ذروة القطاع السياحي و النسيج الإقتصادي و تسيئ بشكل كبير إلى صورة تونس لدى الرأي العام العالمي.

يتقدّم حزب القطب بتعازيه الحارّة لكافّة عائلات الضحايا و تمنّياته بالشفاء العاجل لكافة الجرحى و يعبّر عن أقصى درجات التنديد و الإستنكار لما آل إليه الوضع نتيجة تكرار التهاون الأمني الخطير.

لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر و يجب على الحكومة و تحديدا وزارة الداخلية إقرار إعادة نظر عميقة لسياستها الأمنية التي يفترض أنها استخلصت الدروس من عملية باردو و لكن ذلك للأسف الشديد لم يحدث.

الإجابة المعتادة بإعفاء المسؤولين الأمنيين بمنطقة العملية الإرهابية لم تتمكّن من حلّ أصل المشكل و لم تكن الإجراءات المتخذة لحماية هذا القطاع الحيوي بالنسبة للإقتصاد الوطني في مستوى التحدّيات و التهديدات التي تحدق ببلادنا.

بدون الدخول في تفاصيل الفشل الذي أظهرته العملية الإرهابية بمرسى القنطاوي/سوسة، سؤال واحد قادر على حوصلة مجمل الإخلالات ألا و هو: لماذا كان علينا و نحن في قلب أهم المناطق السياحية ببلادنا الإنتظار أكثر من 30 دقيقة ليتمكّن ضابط من قوّات الأمن من إنهاء العملية و القضاء على العنصر الإرهابي؟

ويجدر التذكير في هذا الصدد أن المعركة ضد ألإرهاب متعددة الأبعاد تشمل المستوى القيمي والثقافي والعقائدي الديني والسياسي والنفسي والاقتصادي والاجتماعي والجيوسياسي وبالطبع الأمني. كما تفترض وجود جهاز منتصر تماما لقيم الجمهورية ومتخلص من الإختراقات الحزبية والهياكل الموازية بشكل نهائي.

فبالنسبة الى الجانب الأمني و باستثناء نجاح العملية الأمنية التي قادتها الوحدة المختصّة للحرس الوطني بسيدي يعيش يوم 28/03/2015 و التي سمحت بالقضاء على لقمان أبو صخر و مجموعته، لا أحد بإمكانه إنكار معاناة قوّاتنا الأمنية من جرّاء استراتيجية استعلاماتية فاشلة و خاصة إخفاق سياسات إختراق الشبكات المقاتلة و اللوجيستية و المالية للجماعات الإرهابية المتمركزة في تونس و على حدودنا الشرقية و الغربية.

Dans la même catégorie