زايد بن سعيد الخيارين: العلاقات القطرية التونسية شراكة أخوية راسخة وآفاقها واعدة

زايد بن سعيد الخيارين، سفير دولة قطر لدى تونس، جدّد التأكيد على عمق العلاقات القطرية التونسية ورسوخها التاريخي، وذلك خلال كلمة ألقاها بمناسبة العيد الوطني لدولة قطر، الذي احتُفل به هذا العام تحت شعار «بكم تعلو ومنكم ترتقي»، في رسالة واضحة تضع الإنسان والشباب في صلب مسار البناء والتنمية.

وفي مستهل كلمته، عبّر السفير القطري عن اعتزازه بالحضور الرسمي والشعبي، معتبراً أن هذا الزخم يعكس المكانة المتميزة التي تجمع الشعبين الشقيقين، ومشيراً إلى أن العلاقات بين تونس وقطر لم تُبنَ على مصالح عابرة، بل على أخوة صادقة واحترام متبادل وقيم مشتركة.

وقال في هذا السياق: «العلاقات القطرية التونسية تأسست على أسس راسخة، تعززها أكثر من 80 اتفاقية رسمية»، مبرزاً أن البعد الإنساني لهذه العلاقة يتجسد أيضاً في وجود أكثر من 50 ألف تونسي يعيشون ويعملون في دولة قطر، في دليل على متانة الروابط الشعبية بين البلدين.

وأكد السفير أن توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وأخيه فخامة الرئيس قيس سعيّد، مكّنت العلاقات الثنائية من التطور بخطوات ثابتة في مجالات الاستثمار، التنمية، التعليم والثقافة، مضيفاً: «ننظر بإيجابية كبيرة إلى المستقبل، ونثق بأن التعاون المشترك ما زال يحمل فرصاً واعدة».

وعلى الصعيد الإقليمي، جدّد السفير موقف دولة قطر الداعم لـالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن «إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي الطريق الوحيد للسلام»، ومثمّناً الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين، واعتباره مؤشراً على إجماع دولي متنامٍ حول عدالة القضية.

كما سلط الضوء على الدور الدبلوماسي الفاعل لدولة قطر في الوساطة الدولية، مذكّراً بنجاحاتها في ملفات معقدة من كولومبيا والكونغو إلى أفغانستان، وصولاً إلى جهودها الإنسانية في أوكرانيا وروسيا، ودورها المحوري في الوساطة خلال العدوان على قطاع غزة.

وقال في هذا الإطار: «نواصل بكل إصرار العمل مع شركائنا، خاصة مصر والولايات المتحدة، من أجل تثبيت مسار التهدئة ومنع عودة القتال»، معبّراً عن ثقته في أن المرحلة القادمة ستحمل نتائج أكثر إيجابية على طريق الاستقرار.

وفي ختام كلمته، توجّه السفير بالشكر إلى فخامة الرئيس قيس سعيّد على دعمه المتواصل لتعزيز العلاقات الثنائية، مؤكداً أن الشراكة القطرية التونسية مرشحة لمزيد من التقدم، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز الأمن، التنمية والاستقرار في المنطقة.

وتفتح هذه الرسائل الدبلوماسية آفاقاً جديدة أمام تعاون أعمق بين تونس وقطر، في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى شراكات صادقة قادرة على تحويل التحديات الإقليمية والدولية إلى فرص تنمية مشتركة، يكون الإنسان فيها محور كل مشروع ومستقبل.

Dans la même catégorie