Publié le 09-09-2025

فرصة نادرة: مذنب جديد قد يُرى بالعين المجردة في أكتوبر المقبل

سيتمكن عشاق الفلك، في الأسابيع المقبلة، من متابعة مذنب جديد يقترب حاليا نحو الشمس.



  فرصة نادرة: مذنب جديد قد يُرى بالعين المجردة في أكتوبر المقبل

ومن المتوقع أن تزداد إضاءة هذا الزائر الجديد للنظام الشمسي الداخلي، لدرجة قد تجعله مرئيا بسهولة عبر التلسكوبات الصغيرة أو المناظير الجيدة.

 ويرجح أيضا إمكانية أن يصبح لامعا كفاية لرؤيته بالعين المجردة تحت سماء مظلمة غير ملوثة ضوئيا.

ويعرف المذنب باسمC/2025 A6 (ليمون). واكتشفه مسح جبل ليمون(Mount Lemmon Survey)، باستخدام تلسكوب عاكس من نوع كاسيجرين بفتحة 60 بوصة (1.52 متر)، ومزود بكاميرا بدقة 10560 × 10560 بكسل

ويقع التلسكوب في مرصد جبل ليمون(Mount Lemmon Observatory) وتديره جامعة أريزونا عبر مرصد ستيوارد(Steward Observatory) الواقع في جبال سانتا كاتالينا شمال شرق مدينة توكسون، نقلا عن "روسيا اليوم".

ويهدف هذا المسح المستمر بشكل أساسي إلى رصد الأجرام القريبة من الأرض، وقد أسفر عن اكتشاف أكثر من 50 ألف كويكب، بالإضافة إلى هذا المذنب الجديد.

وعند رصده أول مرة في 3 جانفي، ظن العلماء أنهم عثروا على كويكب جديد، حيث بدا مجرد نقطة ضوئية خافتة بقدر +21.5 (أي أضعف بمليون مرة من أخفت نجم يمكن رؤيته بالعين المجردة). لكن الصور اللاحقة كشفت عن طبيعته المذنبة الحقيقية، وتم تتبع صور سابقة له تعود إلى نوفمبر 2024.

ووفقا للحسابات المدارية فإن المذنب سيمر بأقرب نقطة من الشمس (الحضيض) في 8 نوفمبر على مسافة 49.25 مليون ميل (79.25 مليون كم)، وسيكون أقرب إلى الأرض في 20 أكتوبر على بعد 55.41 مليون ميل (89.16 مليون كم)

وتظهر الدراسات أن هذا المذنب زارنا من قبل. وتشير الحسابات إلى أنه يسافر في مدار بيضاوي شاسع، يبتعد عن الشمس إلى مسافة هائلة تصل إلى 36.3 مليار كيلومتر عند أبعد نقطة له. ولاستكمال هذه الرحلة الطويلة حول الشمس، كان يحتاج تقريبا إلى 1350 سنة.

لكن حدث شيء مهم في رحلته الحالية، ففي أفريل الماضي، مر بشكل قريب نسبيا من كوكب المشتري العملاق، حيث "سرقت" جاذبية المشتري الهائلة جزءا من طاقة المذنب المدارية، كما لو أنها شدته للخلف قليلا

ونتيجة لهذا "الشد"، أصبح مدار المذنب أصغر، وسينهي دورته القادمة حول الشمس بشكل أسرع، حيث تقدر فترة مداره الآن بنحو 1150 سنة فقط، أي أقل بمقدار 200 عام عما كان عليه في الماضي.

وينتمي المذنب إلى فئة "المذنبات العادية" التي تحتاج عادة إلى معدات مساعدة للرصد، على عكس "المذنبات اللامعة" النادرة. وتتراوح توقعات لمعانه بين القدر +4 و+5 (ما يعني أنه مرئي بالعين المجردة) وفقا لبعض الخبراء، بينما يتوقع آخرون أن يصل إلى القدر +7.3 (ما يعني أنه بحاجة إلى مناظير).

ولرصده بنجاح يحتاج المراقبون إلى مواقع مظلمة بعيدة عن التلوث الضوئي. وحاليا، يظهر المذنب قبل الفجر في برج الوشق بداية من 9 سبتمبر. وتتحسن فرص الرصد تدريجيا، مع فرصة جيدة في صباح 6 أكتوبر عندما يمر قرب نجم "تانيا أوستراليس" (Tania Australis) في كوكبة الدب الأكبر(Ursa Major). وبدءا من 12 أكتوبر، يصبح مرئيا في سماء المساء.

ويتميز المذنب بلون مخضر بسبب غاز ثنائي الكربون، وذيل غازي مزرق خافت بدلا من ذيل غباري لامع. للمشاهدين، سيبدو كسحابة شبه دائرية أكثر إشراقا في المركز، وقد يظهر ذيل قصير خافت.



Dans la même catégorie