Publié le 17-09-2023

جندوبة: اكتشاف غرف جنائزية ومقابر ولوحات فسيفسائية بكنيسة مسيحية بالموقع الأثري ببلاريجيا

توصل فريق من الباحثين في علوم الآثار من تونس وإنجلترا وألمانيا إلى اكتشاف غرف جنائزية ومقابر ولوحات فسيفسائية ولقى فخارية بكنيسة مسيحية بالموقع الاثري ببلاريجيا بولاية جندوبة، وفق ما أكده مدير الموقع الاثري ببلاريجيا محرز حسيني، اليوم الأحد، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
 



جندوبة: اكتشاف غرف جنائزية ومقابر ولوحات فسيفسائية بكنيسة مسيحية بالموقع الأثري ببلاريجيا

وتمكن فريق الباحثين، إثر عمليات حفر انطلقت موفى الأسبوع المنقضي، من اكتشاف بقية العناصر المكونة لكنيسة مسيحية يعود تاريخها إلى القرن الخامس والسادس والسابع ميلادي، والعثور على غرف جنائزية ومقابر عمودية وأخرى أفقية وقبور أخرى جماعية مغطاة، بعضها بلوحات فسيفسائية وبعضها الآخر بواسطة حجارة من الحجم الكبير، كما تم العثور على عدد من الهياكل العظمية والعملة واللقى الفخارية.
وجاء هذا الاكتشاف بعد سلسلة من الحفريات انطلقت منذ سنة 2017 وشملت قطعة أرض مجاورة للموقع الاثري ببلاريجيا على ملك أحد الخواص، قبل أن يتمّ شراؤها من قبل المعهد الوطني للتراث، وبعد تبيّن مؤشرات تدلّ على وجود منطقة أثرية مغمورة بالتراب، حسب مدير الموقع الأثري ببلاريجيا.
ووفق رئيسة الوفد الإنجليزي الأستاذة المختصة في علوم الآثار بجامعة لندن كوريزاند فانويك، فإن الفريق منكب على فهم ما حدث خلال القرون 5 و6 و7 وبداية القرن الثامن ميلادي، وأن المكتشفات الأولية تحيل على طريقة عيش السكان المسيحيين خلال تلك الفترة ومخلفاتها بما فيها الفترة العربية والإسلامية خاصة خلال القرن السابع وبداية القرن الثامن ميلادي.
وأضافت الباحثة في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أن المكتشفات الجديدة تحيل إلى طريقة دفن الموتى ونمط عيش سكان المنطقة خلال تلك الفترة وطبيعة المأكولات والأطعمة التي كانوا يتناولونها مستندين في ذلك إلى الهياكل العظمية والمخلفات النباتية والحيوانية التي عثر عليها.
ومن المنتظر ان يخصّص لهذه المكتشفات مكان في المتحف المزمع إحداثه قرب الموقع الأثري ببلاريجيا، والذي تمت معاينته من قبل عدة وزراء وهياكل عمومية في مناسبات عديدة.

ووفق الباحث في علوم الآثار رئيس الوفد التونسي محي الدين الشوالي فإن الاكتشافات الجديدة تمثل إضافة هامة ستتيح تعزيز قيمة الموقع الأثري ببلاريجيا ومزيد التعريف به، فضلا عن انها ستفتح المجال أكثر أمام الاستثمار في القطاع السياحي، باعتبارها من العناصر الجالبة للسياح والباحثين والطلبة المختصين.
ووفق رئيس الوفد الألماني فيليب فون رومال فان الهدف من الأبحاث يرمي الى فهم المرحلة الانتقالية بين الفترة البيزنطية والرومانية والفترة العربية الإسلامية وماذا حصل في هذه الفترة وما تركه العرب المسلمون في علاقتهم بتغيير النمط الاقتصادي والمعيشي الذي طبع الجهة خلال القرن السابع ميلادي.
وأفاد في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء ان الحفريات والبحوث بالموقع الاثري ببلاريجيا التي تعود أولى بدايتها الى سنة 1964 من القرن المنقضي لازالت محتشمة وتستوجب مواصلة الحفريات وتثمين المكتشف منه واستثماره من قبل متساكني الجهة والوافدين على الموقع.
وبين ان ما توصل اليه الباحثون يعكس ثراء مدينة بلاريجيا بمخزون من الاثار والمعالم التي تروي قصص واحداث جدت خلال قرون سالفة وطبيعة العلاقة التي ميزت ما مر على الجهة من حضارات بيزنطية ورومانية وعربية إسلامية، مستدلا في ذلك بحجم وعمر الفسيفساء وبقايا الحيوانات والنباتات التي عثر عليها في الكنيسة المكتشفة والتي تحتاج الى مزيد التحليل وذلك للتوقف عند قيمتها وتثمينها بما يخدم البحوث الاكاديمية ودعم القطاع السياحي بالجهة، حسب تقديره



Dans la même catégorie