Publié le 06-03-2018

انتقادات لمسلسل باب الحارة بسبب مغالطات تاريخية وطائفية

أثار المسلسل السوري الشهير "باب الحارة" في جزئه التاسع، الذي تنتجه قناة "أم بي سي" ويعرض عليها وعلى محطات عربية عدة في الموسم الرمضاني الجاري، موجة انتقادات واسعة، حمّلت القائمين عليه مسؤولية تشويه تاريخ دمشق.
 



انتقادات لمسلسل باب الحارة بسبب مغالطات تاريخية وطائفية

فعدا عن المغالطات التاريخية لتصوير تلك الحقبة التاريخية، التي يجسدها المسلسل بين أواخر عشرينيات القرن الماضي وحتى الثلاثينيات منه، يأتي هذا الجزء ليقدم رسائل مبطنة أخرى حملت الطابع الطائفي والسياسي نقلا عن "القدس العربي".
ومنها كما يرى الصحافي السوري محمد البارودي محاولة ترسيخ فكرة أن العائلات الدمشقية الأصيلة هم من "الطائفة الشيعية"، عبر ذكر شخصيات المسلسل أسماء حارات وشوارع، كحارة الجورة، وشارع الأمين، وأسواق" البزورية والدقاقين"، والجميع من أبناء دمشق يعرفون أن هذه المناطق تقطنها أغلبية شيعية.
و يؤكد الصحافي وهو حفيد فخري البارودي، من أبرز سياسييّ دمشق وأدبائها في تلك الحقبة وتوفي عام 1966، أنه على العكس تماماً في الفترة التي يجسدها المسلسل كانت هناك تكتلات سياسية ومنتديات ثقافية وصحف كثيرة.
كما يلفت البارودي إلى إدخال تاريخي آخر، خاطئ ومسيس، في الجزء التاسع، يتمثل بالمطالبة بعودة "لواء اسكندرون"، حيث يؤكد أنها غير صحيحة تاريخياً، وقد تكون حدثت ما بعد السبعينيات، وأن القائمين على المسلسل، الذي يصوّر في دمشق، هدفهم إيصال رسائل سياسية مبطنة ضد تركيا التي تدعم المعارضة السورية، ولجذب عاطفة الجمهور
بدوره يقول الكاتب والروائي السوري د. موسى رحوم عباس في تصريح خاص لـ"القدس العربي" أنه بعيداً عن نظرية المؤامرة فإن القائمين على المسلسل يمتلكون مطبخاً صحافياً مشبوهاً، لا يُخفي مواقفه المناهضة لتوجهات الشعب السوري، فدمشق بالنسبة لهؤلاء غير دمشق لأهلها وأحفادهم، ولذلك فإن البعد السياسي موجود وبقوة فيه، حيث أن النظام يرى دمشق الأموية كضيعة على مقاس ذهنيته المتخلفة الموتورة، فيها السجون والمعتقلات، دون علماء ولا أدباء ولا تنوع ولا أحزاب ولا تداول للسلطة".
ويرى الكاتب موسى رحوم عباس أن الإضافات التي حملها الجزء الجديد من «باب الحارة» في إبراز دور المرأة بالعمل في المحاماة والتمريض والتدريس وغيرها، ما هي إلا نوع من «الميك آب» لوجه قبيح لا أكثر، وجاءت انتقادات سابقة عن تهميش دور المرأة في الأجزاء الماضية، ويؤكد أن "الأسرة السورية عموماً، والشامية خصوصاً، هي متعلمة ومنفتحة"
ويشدد عباس في ختام حديثه لـ"القدس العربي" على أن للمثقف السوري دورا هاما في رفض هذا التشويه ومحاربته، وليس التصفيق له، وتاريخ دمشق ملك للذاكرة الجمعية، ونحن شركاء فيها، ويعرب عن أسفه لعدم وجود هذا الدور، الذي يعزوه "إما للخوف أو للمنفعة".



Dans la même catégorie