2018-03-06 نشرت في

من هو زهران علوش..« الإرهابي المعتدل »

قُتل صباح اليوم قائد ما يعرف بأسم “الجبهة الإسلامية”، الغطاء الأوسع لتنظيم “جيش الإسلام”، زهران علوش، في غارة جوية على مقر يجتمع فيه عدد من قيادي الجبهة بمنطقة المرج في الريف الشرقي للعاصمة السورية دمشق.



من هو زهران علوش..« الإرهابي المعتدل »

 

محمد زهران علوش (1971-2015)، وبحسب لقاء له مع قناة الجزيرة، ولد في مدينة دوما بريف دمشق، كابن أوسط للسلفي المتشدد عبدالله علوش، الذي تولى تربية محمد ونشأته على تعاليم المذهب الوهابي، ويكمل دراسته في كلية الشريعة بدمشق، ليذهب بعدها إلى السعودية لدراسة الشريعة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ليعود إلى سوريا ويبدأ نشاطاً اقتصادياً في المقاولات، بجانب نشاط سري يروج للأفكار الوهابية المتشددة.

أوقف علوش لترويجه للأفكار المتشددة عدة مرات منذ 1987، بقضية أ أخرها كان عام 2009، وأطلق سراحه عام 2011 ضمن المصالحة الوطنية التي أقرتها الحكومة السورية، ليبدأ علوش نشاطه الإرهابي بتشكيل تنظيم “سرية الإسلام” في يوليو 2011، الذي ما لبث إلى أن تطور لـ”لواء الإسلام” ثم “جيش الإسلام”، بفعل من تدفق الأموال والأسلحة من دول متورطة في الأزمة السورية، ولكن منذ أواخر 2013 أضحت رعاية وتمويل “جيش الإسلام” تابعة للسعودية حصراً.

في نهاية 2013 أتهم علوش باختطاف عدة نُشطاء سوريين، من بينهم الناشطة والحقوقية رزان زيتونة، وذلك من قِبل ذويهم ومنظمات حقوقية دولية. كما سُجل على تنظيم علوش انتهاكات واسعة بحق مدنيين في سوريا.

منذ العام الماضي شرع تنظيم علوش بإستراتيجية جديدة في العمل الإرهابي، مفادها قصف العاصمة دمشق بشكل شبه دوري بمئات القذائف الصاروخية، التي نُصبت في مدينة دوما، وهو ما نتج عنه مقتل عشرات المدنيين واستهداف المستشفيات والمدارس في العاصمة السورية.

منذ بداية العام، دخل تنظيم علوش مرحلة جديدة أتت كثمار للتلاقي التركي-القطري-السعودي حول سوريا، يستهدف تصدير صورة جديدة للإرهابيين في سوريا، وهو ما يطلق عليه إعلام هذه الأطراف “المعارضة المعتدلة” التي تشكل معظمها عن طريق إدماج تنظيم علوش “الجبهة الإسلامية” مع تنظيم الجولاني “جبهة النُصرة-القاعدة في بلاد الشام” في كيان جديد سُميَ بـ”جيش الفتح”، الذي نجح في السيطرة على مدينة إدلب، كارتكاز ميداني يُستند عليه مستقبلاً في مفاوضات الحل النهائي في سوريا.

إلا أن علوش وتنظيمه، وبحكم الارتباط العضوي بالسعودية، كان لهم خط ميداني يعكس  رؤية الرياض على الأرض في سوريا، وهو يتلخص بشكل عام في إيجاد بديل ثالث يقاتل كل من تنظيم “داعش” و الجيش العربي السوري في نفس الوقت، وفي نفس الوقت يكون الأوسع انتشاراً ونفوذا بين باقي الفصائل المدعومة من حلفاء الرياض في الدوحة وأنقره، وهو ما جعل التصادم فيما بينهم وارداً منذ بداية الأزمة. والذي أهل علوش لشغل هذا الدور انتشار عناصره في مختلف المناطق بسوريا، وكونه التنظيم الوحيد المنتشر حول العاصمة دمشق، والذي كان يعول عليه مستقبلاً بأن يكون مركز ضغط عسكري على الحكومة السورية.

 مقتل علوش في هذا التوقيت سيكون له آثار هامة على مسار الأزمة السورية ومسارات حلها، فالرجل وتنظيمه كان يمثل الثقل الميداني للسعودية في سوريا، والتي تفقده المملكة بالتوازي مع دوران عجلة المفاوضات الدولية لحل في سوريا، وهو ما يعني أنه على المستوى القريب ستكون هناك انعكاسات على توازنات القوى العسكرية على الأرض ستنعكس بالطبع على مائدة المفاوضات، فعلوش كان رمزاً لاستعادة الدور السعودي الميداني بعد فوضى “داعش” وانفلاتها في سوريا، كذا الأمر نفسه حول مستقبل دعائيات “المعارضة المعتدلة” التي لم يتبقى منها كقوة على أرض المعركة سوى “جبهة النُصرة”..ليظل التساؤل قائماً حول ماهية “المعارضة المعتدلة” في سوريا والتي يمثلها حالياً بعد مقتل علوش، تنظيم القاعدة في الشام.

وكالات


في نفس السياق