2018-03-06 نشرت في

بالفيديو : مواطن مستعد للتعامل مع الإرهابيين مقابل 500د أو الشاذ الذي يحفظ و لا يقاس عليه

بثت قناة ''الجنوبية'' ليلة أمس الجمعة برنامجا خاصا عن العملية لإرهابية بالقصرين وتحديدا شهادات لعدد من سكان جبل الشعانبي التي كانت صادمة إلى حد كبير، حيث اعترف أحد المتساكنين باستعداده للتعامل مع الإرهابيين مقابل المال.



بالفيديو : مواطن مستعد للتعامل مع الإرهابيين مقابل 500د أو الشاذ الذي يحفظ و لا يقاس عليه

وقال المواطن أن أي ساكن في المنطقة لا يمكنه أن يرفض مبلغا ماليا هاما مهما كانت قيمته ''المهم أن يتجاوز راتبه الشهري'' مبررا ذلك بالظروف الصعبة التي يعيشها الأهالي في المنطقة وخاصة منهم الشباب، مضيفا أن الإرهابيين بإمكانهم اليوم شراء منطقة بأكملها وشراء الذمم والإغراء بالمال.  

لكن وبقدر ما كانت الشهادات صادمة وغير متوقعة خاصة في هذا التوقيت بالذات، و التونسيون يرثون شهداءهم الجنود، بقدر ما كشفت عمق الاختلال التنموي الجهوي الذي أحدثته الحكومات المتعاقبة على تونس منذ الاستقلال في القصرين وفي كل المناطق الداخلية تقريبا، جندوبة، سيدي بوزيد، الكاف، باجة، سليانة، وهو ما يبرره به الشاب البالغ من العمر 28 سنة، الذي عبر عن استعداده للتعامل مع الإرهابيين هو وشباب المنطقة التي يسكنها فقط من أجل 500 دينار ليس أكثر.

الشهادة صادمة أيضا لأنها كشفت عدم إدراك المتساكنين في تلك المناطق للخطر الإرهابي المحدق بهم و بالبلاد عامة على كل المستويات، وهو ما يتطلب الكثير من الجهود من قبل الدولة و السياسيين و المجتمع المدني و الإعلام ووضع خطة عمل عاجلة، لتقريب مفهوم الإرهاب من أذهان الفئات التي تسكن في تلك المناطق الساخنة، ومزيد شحذ هممهم للدفاع عن الوطن، وهم في الأغلب وطنيون سوى بعض الحالات الشاذة، لكن في المقابل فإن ذلك يتطلب من الدولة تركيز الاهتمام على تنمية تلك المناطق كأولوية قصوى، بتوفير موارد الرزق و إحداث المشاريع التنموية و الإحاطة بالفئات الضعيفة و المهمشة و المحرومة وخاصة منها الشباب، حتى لا تغريهم أموال الإرهابيين مهما كان مقدارها فيكونوا بذلك أفضل جدار صد ضد الإرهاب و الإرهابيين وكل من يهدد أمن البلاد على تلك الحدود وأحسن درع للوطن فلا يبيعونه بكنوز العالم مجتمعة.

وهم لعمري جنود الوطن هناك لولا قساوة الحياة عليهم...

ر.ش


في نفس السياق