2025-11-13 نشرت في

تونس: قافلة في المدارس باش تعلّم صغارنا كيفاش يستهلكوا بعقل

أكدت الدكتورة دارين دقي، ممثلة المعهد الوطني للاستهلاك، أن مشروع القافلة الوطنية للتربية على الاستهلاك في الوسط المدرسي يُعد من أبرز المبادرات التوعوية التي أطلقها المعهد منذ عشر سنوات، بالشراكة مع وزارة التربية وعدد من المؤسسات الوطنية المختصة، من بينها المعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية والوكالة الوطنية لتقييم المخاطر.



تونس: قافلة في المدارس باش تعلّم صغارنا كيفاش يستهلكوا بعقل

وأوضحت أن القافلة تجوب مختلف ولايات الجمهورية، وتستهدف بالأساس تلاميذ السنتين الخامسة والسادسة، إلى جانب الإطار التربوي، باعتبار أن المعلمين يمثلون بدورهم قوة تأثير على باقي التلاميذ في المدارس.

هدف القافلة: بناء جيل مستهلك واعٍ ومسؤول

وبيّنت دقي أن الهدف من القافلة هو ترسيخ ثقافة الاستهلاك الرشيد لدى الناشئة، عبر أنشطة تطبيقية وتفاعلية تُساعد الأطفال على فهم المفاهيم الأساسية مثل الترشيد، والتأشير الغذائي، والفرق بين المنتجات، إلى جانب التوعية بأهمية الاختيارات الغذائية السليمة وتأثيرها على الصحة والبيئة والميزانية العائلية.
وأضافت أن الفريق المؤطر لا يكتفي بإلقاء النصائح، بل يعتمد على تمارين تشاركية مع التلاميذ، تمكّنهم من تحليل السلوك الاستهلاكي اليومي وفهم مسؤوليتهم كمستهلكين فاعلين.

التوعية بالتأشير الغذائي والتبذير الغذائي

وتطرقت ممثلة المعهد إلى المواضيع التي تتناولها القافلة، مثل التأشير الغذائي وكيفية قراءة مكونات المنتوجات لمعرفة الفرق بين العصير والمشروب والنكتار، أو بين الزبدة والمكونات الدسمة المركبة، وكذلك التمييز بين المنتوجات الأصلية والمقلدة.
كما تهتم القافلة بملف التبذير الغذائي، إذ تُفسّر للأطفال كيف أن إتلاف قطعة خبز أو كأس حليب لا يعني فقدان الغذاء فقط، بل تبذير موارد كاملة من ماء وطاقة وجهد فلاحي ونقل.

التربية على الاقتصاد في الماء والطاقة

وأوضحت دقي أن البرنامج التوعوي تطوّر ليشمل أيضًا موضوع الاقتصاد في الماء والطاقة، خاصة في ظلّ شح الموارد وتغير المناخ، مشيرة إلى أن الفريق يقدّم للأطفال أنشطة مبسطة حول البصمة المائية والكربونية للمنتجات الغذائية وكيفية الحفاظ على الموارد الطبيعية.

تفاعل إيجابي وتحسين مستمر

وأكّدت الدكتورة دارين دقي أن تفاعل التلاميذ مع القافلة إيجابي جدًا، حيث يُبدون اهتمامًا بالمضامين ويتفاعلون مع الأنشطة الميدانية، مشيرة إلى أن المعهد يُراجع ويُطوّر محتوى القافلة سنويًا ليواكب تغير الأجيال والسلوكيات الاستهلاكية الجديدة.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن الهدف الأسمى هو إعداد جيل من المستهلكين الواعين بحقوقهم وواجباتهم، قادرين على اتخاذ قرارات استهلاكية رشيدة تحترم الصحة والبيئة والاقتصاد الوطني.


في نفس السياق