2025-09-03 نشرت في
المولد النبوي: مِشْ كان احتفال، تعرف على السيرة النبوية...منهج حياة ودروس خالدة
تُعد السيرة النبوية للنبي محمد ﷺ من أغنى المصادر وأكثرها تأثيراً في تاريخ البشرية. إنها ليست مجرد قصة حياة، بل هي منهج عملي ودستور متكامل يضيء دروب المسلمين في كل زمان ومكان.

فمنذ مولده في مكة المكرمة مروراً ببعثته ونشره لدعوة الإسلام، وصولاً إلى تأسيسه لدولة المدينة، كانت كل خطوة في حياته دروساً في القيادة، الرحمة، الصبر، والعدل.
دروس من سيرة القائد
قدمت السيرة النبوية نموذجاً فريداً في فن القيادة. فقد استطاع النبي ﷺ تحويل مجتمع جاهلي متشرذم إلى أمة موحدة وقوية، وذلك بفضل حكمته، رؤيته الثاقبة، وقدرته على بناء الثقة مع أتباعه. علّمتنا سيرته أن القائد الناجح ليس من يأمر وينهى فقط، بل من يكون قدوة في أخلاقه، ويشارك أصحابه همومهم وأفراحهم.
سيرة الرحمة والخلق الحسن
كانت الرحمة والخلق الحسن من أبرز سمات شخصية النبي ﷺ. فقد كان يعامل الناس بلطف، ويتسامح مع من أساء إليه، حتى في أشد المواقف صعوبة. هذه الصفات لم تكن مقتصرة على المسلمين فقط، بل شملت غير المسلمين والحيوانات والبيئة. إن إحياء هذه القيم في حياتنا اليومية أصبح ضرورة ملحة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها مجتمعاتنا من عنف وتطرف.
السيرة النبوية: دستور مجتمع
لم تقتصر السيرة النبوية على الجوانب الفردية، بل كانت أساساً لبناء مجتمع متكامل. فقد أسس النبي ﷺ نظاماً اجتماعياً يقوم على المساواة، العدالة، وحقوق الإنسان. فكانت وثيقة المدينة المنورة أول دستور ينظم العلاقات بين مختلف الأديان والطوائف، مما يؤكد أن الإسلام دين تعايش وتسامح.
إن استحضار السيرة النبوية اليوم هو دعوة للعودة إلى جوهر ديننا، والعمل على أن تكون أخلاقنا وسلوكياتنا مرآة تعكس عظمة شخصية النبي محمد ﷺ. فكل صفحة من سيرته هي درس لنا، وكل موقف هو حكمة نسترشد بها في حياتنا.