2025-08-17 نشرت في

من قصر هلال إلى العالم: منتجات نسيجية تونسية تهزم المستورد وتغيّر حياة ذوي الإعاقة

تمكّن الشاب سهل بوغطاس، أصيل مدينة بني حسان من ولاية المنستير، من المشي لأول مرة بثقة ودون خوف بعد معاناة طويلة مع الأطراف الاصطناعية، وذلك بفضل منتوجات مبتكرة طوّرها باحثون تونسيون في مخبر هندسة النسيج بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقصر هلال.



من قصر هلال إلى العالم: منتجات نسيجية تونسية تهزم المستورد وتغيّر حياة ذوي الإعاقة

هذا الابتكار لم يغيّر حياة سهل فقط، بل مثّل نقلة نوعية في مجال البحث العلمي التطبيقي في تونس، حيث وفرت الجوارب والبطانات الجديدة راحة غير مسبوقة مقارنة بالمنتجات المستوردة التي كانت تتسبب له بجروح وتمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي.

يقول سهل في حديثه مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء: "اليوم أمارس الرياضة، أقود الدراجة والسيارة، وأمشي كيلومترات يوميًا دون مشاكل... الأهم أنني استعدت ثقتي بنفسي وصحتي بنسبة 100%".

من جهته، أكد الأستاذ وليد الشاوش، عضو المخبر وصاحب براءة اختراع الجوارب والبطانات رفقة أستاذه فوزي الصكلي، أن هذه المنتوجات صُنعت بتقنيات حديثة على غرار «سيملاس» ما جعلها أفضل من نظيراتها الأجنبية من حيث الجودة والراحة.

المشروع انطلق منذ سنة 2017 بالتعاون مع مركز صنع الآلات المقوّمة للأعضاء بسوسة وقسم الطب الفيزيائي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة، وجاء استجابة لاقتراح مباشر من طالبة مبتورة الأطراف. اليوم يعمل الباحثون على تطوير منتوج ثالث يحمي الأطراف الاصطناعية من تسرب المياه أثناء الاستحمام أو السباحة.

ويؤكد الشاوش أن هذه الابتكارات لن تبقى حبيسة المخابر، بل هناك خطط فعلية لإطلاق مؤسسة ناشئة تونسية لتصنيعها وتوفيرها لذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعزز استقلاليتهم ويرفع من جودة حياتهم.


في نفس السياق