أسامة الملولي يحلل الانقلاب الدراماتيكي لأحمد الجوادي

في انقلاب دراماتيكي حقيقي، قدّم أحمد الجوادي لتونس أداءً تاريخيًا، حلّله البطل أسامة الملولي.

ظهر أمس، آلاف التونسيين غيّروا قناتهم المفضلة (غالباً بي إن سبورتس، وبالتأكيد كرة القدم) لمتابعة نهائي 800 متر سباحة حرة مباشرة على فرانس تلفزيون. امتلأت مقاهي الضواحي بالناس الملتصقين أمام الشاشات. الجعوادي ضرب موعدًا مع التاريخ وقدم لنا ماستر كلاس في العدوانية والمقاتلة والصلابة. وبفضل جهوده، حصد لقبًا عالميًا وسجّل رقمًا شخصيًا قياسيًا. أمام هذا الإنجاز، يستحيل كتم التصفيق والمديح لهذا البطل الشاب الذي جعلنا فخورين به هنا في تونس.

من الناحية الاستراتيجية، نفذ الجعوادي السباق بإتقان تام. قام بـنيجاتيف سبليت بشكل مثالي. انطلق بزمن 3:48.92 في أول 400م وأنهى بـ3:47.96 في 400م الأخيرة. بهذه الوتيرة، أسقط التونسي نصف منافسيه بعد أول 400م: ويفن، غودمانس، تونسيللي ويوهانسون تراجعوا. بينما فينك، شفارتز ومارتنز ظلوا على بعد أقل من ثانية من الجعوادي المتصدر براحة. على بعد 300م من النهاية، كان بوبي فينك – حامل الرقم القياسي العالمي في 1500م – متأخراً بثانية ونصف، وأنهى السباق بإيقاعه الخاص متأخراً بأكثر من 9 ثوانٍ في المركز الرابع. كان البوديوم محجوزًا مسبقاً لـالجعوادي والألمانيين. عند 200م من النهاية، مارتنز – محطم رقم ثورب في 400م هذه السنة – لم يعد قادراً على المواكبة وتأخر بما يقارب ثانيتين. لم يتبق إلا شفارتز – حامل الرقم الأوروبي – والذي استسلم هو الآخر ليكتفي بالمركز الثاني بفارق 3 ثوانٍ عن بطلنا العالمي. أوقف الجعوادي الساعة عند 7:36.88. وهو الآن أقل من ثانيتين عن الرقم القياسي الإفريقي وأقل من 5 ثوانٍ عن الرقم العالمي لــلين زانغ.

يجدر الإشارة أن الأسترالي سام شورت (21 سنة) انسحب من النهائي في آخر لحظة بتوصية طبية. عبّر عبر حسابه على إنستغرام عن خيبة أمله لعدم قدرته على إظهار إمكانياته وثمرة عمله هذا الموسم في مسافته المفضلة.

في نفس السياق