2025-07-29 نشرت في

وفاة الملحن زياد الرحباني... أسرار لا تعرفها عن ابن فيروز

رحل أمس، بصمت يشبه ضجيجه الفني، الملحن والموسيقي اللبناني زياد الرحباني، نجل السيدة فيروز وعاصي الرحباني، بعد مسيرة حافلة أثارت الجدل كما ألهبت القلوب.



 وفاة الملحن زياد الرحباني... أسرار لا تعرفها عن ابن فيروز

 زياد، الذي اختار دائمًا أن يكون خارج القوالب، في السياسة كما في الفن، أغمض عينيه عن عمر ناهز السبعين عامًا، تاركًا خلفه إرثًا من الأغاني، والمسرحيات، والمواقف الجريئة التي لم تتردد يومًا في كسر المألوف. 🎼 الابن الذي تمرّد... وعاشق التفاصيل الصغيرة كان زياد ابنًا لأسطورة، لكنه لم يسكن يومًا ظلّ والده أو والدته، بل بنى لنفسه عالَمًا فنيًا وفكريًا خاصًا.

دخل إلى قلب الجمهور من خلال مسرحيته الأولى "بالنسبة لبكرا شو؟"، ثم أكّد حضوره في "فيلم أميركي طويل" و"بخصوص الكرامة والشعب العنيد". موسيقاه امتزجت بالهمّ اليومي، وهمسات الطبقة الكادحة، والسخرية من واقع عربي مأزوم. لم يهادن أحدًا، حتى نفسه. 

حب، زواج، وفضائح واحدة

من أكثر فصول حياته إثارة للجدل كانت علاقته بالصحافية دلال كرم. زواجٌ تحدّى رغبة والديه، وولد منه ابن حمل اسم "عاصي"، قبل أن يتحول إلى محور أزمة نسب شهيرة هزّت الرأي العام اللبناني. ففي عام 2008، فاجأ زياد الجميع بطلبه شطب اسم عاصي من سجلات النسب، بعد فحص DNA أظهر أنه ليس ابنه البيولوجي.

ردّ دلال لم يتأخر، فنشرت مقالات نارية تتهمه بالإهمال والخيانة، فيما ردّ هو بأغاني مليئة بالمرارة والعتب، أبرزها "مربى الدلال" و"بصراحة".

جنازة ... وظهور نادر

في مشهد مؤثّر، ظهرت السيدة فيروز في جنازة ابنها، بملامح جامدة وصمت كبير.

كانت إلى جانب ابنتها ريما، تمشي خلف نعش الابن الذي كان دومًا الأقرب فنيًا وإنسانيًا، رغم تمرده حتى على العائلة.

هذا الظهور النادر أعاد فتح ملفات قديمة، عن علاقات فيروز بأبنائها، وعن الصمت الذي كان دائمًا يحوط هذه العائلة التي شكّلت وجه لبنان الفني لعقود.

ما بعد الرحيل...

برحيل زياد، لا يُغلق فقط فصل من فصول الموسيقى اللبنانية، بل تطوى صفحة رجل كان صوت المعارضين، ومرآة التناقضات. فهل نكتفي بتوديع موسيقاه؟ أم نعيد الاستماع إليها لفهم ما لم يقله بصراحة؟ في النهاية، زياد لم يكن مجرد ملحن أو كاتب... كان ظاهرة. وعندما ترحل الظواهر، تبقى الأسئلة.


في نفس السياق




آخر الأخبار