2025-07-17 نشرت في

حمدي حشّاد: الصيف في هذه المناطق أصبح يتجاوز ما يتحمّله جسم الإنسان

أثارت صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً، حيث أظهرت درجة حرارة بلغت 149°F، أي ما يعادل 65°C، في مطار قشم الدولي جنوب إيران يوم 16 جويلية 2025. ورغم صحة الرقم الظاهر في الصورة، فإن ما وجب توضيحه هو أن الرقم لا يُعبّر عن درجة حرارة الهواء في الظل، بل يشير إلى ما يُعرف علمياً بـ"الحرارة المحسوسة" أو Heat Index.



حمدي حشّاد: الصيف في هذه المناطق أصبح يتجاوز ما يتحمّله جسم الإنسان

وفق توضيحات الخبير المناخي حمدي حشاد، فإن درجة الحرارة الفعلية المسجّلة يومها في منطقة قشم لم تتجاوز 42 درجة مئوية، لكن مع تسجيل رطوبة مرتفعة بلغت نحو 65%، ارتفع مؤشر الحرارة المحسوسة بشكل خطير ليصل إلى 65°C. وتُعتبر هذه الدرجة من المؤشرات "القاتلة"، إذ يمكن أن تودي بحياة الإنسان إذا ما تعرّض لها لفترة دون حماية كافية.

ويُفرّق الخبراء بين درجة الحرارة الجوية التي تُقاس في الظل باستخدام أجهزة معيارية، وبين الحرارة المحسوسة التي تمثل التفاعل الفعلي بين حرارة الجو والرطوبة وتأثيرها على جسم الإنسان، وغالباً ما تكون أعلى بكثير، خاصة في المناطق الساحلية والرطبة.

وأشار حشاد إلى أن ما حدث في قشم لا يُعد حالة معزولة، بل هو امتداد لسلسلة من الظواهر الجوية التي باتت تُسجّل باستمرار في منطقة الخليج. فقد سبق أن بلغت الحرارة المحسوسة في مدينة الظهران السعودية عام 2003 أكثر من 81 درجة مئوية، كما سُجّلت درجات مماثلة أو أعلى في صيف 2024 في قشم، وفق مواقع رصد متخصصة مثلAccuWeather.

هذا التضخم في مؤشر الحرارة المحسوسة لا يعني بالضرورة أن درجات الحرارة الجوية تحطّم أرقاماً قياسية، لكن الرطوبة العالية تُفاقم من الإحساس بالخطر وتزيد من احتمال التعرّض لضربات الشمس أو الوفاة في وقت قصير.

ويحذر الخبراء من أن فصل الصيف في الخليج بات يتجاوز الحدود الفيزيولوجية التي يمكن أن يتحملها جسم الإنسان، خاصة مع تواصل تداعيات الاحتباس الحراري وتراجع قدرة المدن على التبريد الطبيعي. وبالتالي، لم تعد وسائل التكييف، والمساحات الظليلة، والملاجئ الباردة مجرد رفاهية، بل أصبحت ضرورات للبقاء في مواجهة موجات حرّ متطرفة وغير مسبوقة.


في نفس السياق