2025-07-14 نشرت في
لحظة مذهلة في مكة: تعامد الشمس على الكعبة وتحديد دقيق للقبلة
تشهد سماء مكة المكرمة يوم غد الثلاثاء 15 جويلية 2025، التعامد الثاني والأخير للشمس على الكعبة المشرفة لهذا العام الجاري، وهي ظاهرة فلكية تتكرر مرتين سنويًا، وتعرف باسم "التسامت الشمسي" وتعد من أدق الظواهر الفلكية التي تجسد روعة النظام الكوني وانتظام حركته.

وأبان رئيس الجمعية الفلكية بجدة، عبر حساب الجمعية الرسمي على "فيسبوك"، أن التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس "ظاهريًا" من مدار السرطان متجهة جنوبًا نحو خط الاستواء, وخلال هذه الحركة تتوسط الشمس خط الزوال فوق مكة المكرمة عند الساعة 12:27 ظهرًا بتوقيت مكة (9:27 صباحًا بتوقيت غرينتش)، وتصل في تلك اللحظة إلى ذروتها فوق الكعبة المشرفة حيث تتعامد عليها مباشرة بزاوية ارتفاع تقارب 89.5 درجة، نقلا عن "سيدتي".
وفي لحظة التعامد يمكن للزوار والمقيمين في مكة المكرمة رؤية اختفاء الظلال لأجسام مثل الأعمدة أو الأدوات المستقيمة القائمة على الأرض مما يجعل من الحدث مشهداً بصرياً رائعاً يدمج بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية في آن واحد.
اختفاء ظل الكعبة تمامًا
وأضاف، أن نتيجة لذلك يختفي ظل الكعبة المشرفة تمامًا، وتصبح ظلال الأجسام العمودية المحيطة بها شبه معدومة أو صفرية في لحظة تتزامن بدقة مع أذان الظهر في المسجد الحرام، في مشهد بصري فريد يجمع بين الدقة العلمية والجمال الطبيعي.
ويشير التعامد علميًا إلى سقوط أشعة الشمس بشكل عمودي تمامًا على نقطة معينة من سطح الأرض بحيث لا تلقي الأجسام القائمة أي ظل في تلك اللحظة.
وبالنسبة لموقع الكعبة المشرفة فإن هذا التعامد يحدث مرتين سنويًا؛ في نهاية ماي ومنتصف جويلية، وذلك عندما تمر الشمس مباشرة فوق خط عرض مكة (21.4° شمالًا) أثناء حركتها الظاهرية بين مداري السرطان والجدي.
ظاهرة تعامد الشمس
تُعد ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة من أجمل الظواهر الفلكية التي تبرز دقة الحسابات السماوية، وتجسد جمال الاتساق الكونية، وهي تمثل فرصة علمية ثمينة لرؤية مشهد فريد وتحديد القبلة بأعلى دقة والتأمل في انتظام هذا الكون.
وتعود هذه الظاهرة إلى ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة، وهو ما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالًا وجنوبًا على مدار العام، وتكمن الأهمية الفلكية لهذه الظاهرة في أنها تمكّن من تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية جدًا من أي مكان في العالم دون الحاجة إلى أدوات تقنية حديثة.