2025-06-23 نشرت في
مضيق هرمز في مرمى التصعيد... ماذا لو أُغلِق ''الشريان النفطي'' الأهم في العالم؟
في ظل تصاعد غير مسبوق للمواجهة بين إسرائيل وإيران، عاد مضيق هرمز إلى الواجهة كورقة ضغط استراتيجية قد تلجأ إليها طهران إذا ما تطوّر الصراع ليشمل تدخلًا أمريكيًا مباشرًا. التحليلات الغربية تتحدث صراحة عن احتمال تلغيم المضيق أو إغلاقه مؤقتًا، في خطوة من شأنها أن تهز أسواق الطاقة العالمية وتربك الملاحة الدولية.

ضربة موجعة في حال الإغلاق
ويقع المضيق الحيوي بين إيران شمالًا والإمارات وسلطنة عمان جنوبًا، ويُعدّ ممرًا حيويًا يُنقل عبره يوميًا حوالي 40% من النفط المنقول بحرًا عالميًا، إلى جانب كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال، خاصة من قطر. ويُعتبر شريانًا أساسياً يربط منتجي النفط في الخليج بالأسواق الآسيوية والأوروبية والأمريكية.
وحذّرت تقارير أمريكية من أن إغلاق هرمز، عبر تلغيمه أو عبر تهديد الملاحة فيه، سيكون له أثر فوري على أسعار النفط، التي قد تتجاوز 130 إلى 150 دولارًا للبرميل، بل وقد تصل إلى 200 دولار في حال انقطاع شامل للإمدادات، ما يمثل صدمة تضخمية عالمية ويدفع باقتصادات كبرى نحو الركود.
التصعيد العسكري يتصاعد
التوتر بلغ ذروته بعد شنّ إسرائيل، فجر الجمعة، غارات جوية استهدفت منشآت حيوية داخل إيران، أدت إلى مقتل 224 شخصًا وإصابة 1277 آخرين. وردّت طهران مساءً بهجوم صاروخي ومسيّر خلف 24 قتيلاً وأضرارًا جسيمة، في مشهد يفتح الباب لصراع عسكري مفتوح غير مسبوق بين الطرفين.
ورغم أن طهران لم تعلن نيتها المباشرة في إغلاق المضيق، إلا أن تصريحات قادة من الحرس الثوري الإيراني ووسائل إعلام مقربة من النظام أكدت أن "كل الخيارات مطروحة"، بما في ذلك مضيق هرمز.
سيناريو كارثي... ولكن؟
الخبير في اقتصاديات الطاقة نهاد إسماعيل يرى أن إيران قد تتردد في تنفيذ هذا التهديد فعليًا، لأن صادراتها النفطية ستتأثر، خاصة وأن الصين – أكبر مشترٍ للنفط الإيراني – لن ترحب بمثل هذه الخطوة. كما أن خطوة بهذا الحجم قد تدفع واشنطن إلى تدخل عسكري مباشر عبر الأسطول الخامس المتمركز في البحرين.
أما الخبير صادق الركابي، فقد حذر من أن إغلاق المضيق لن يكون مجرد رد عسكري، بل بداية لمرحلة جديدة من "أمن الطاقة" كأولوية استراتيجية في العالم، داعيًا إلى تسريع البدائل في أوروبا وآسيا عبر الطاقة المتجددة والغاز المسال.
تحذيرات من "حرب الطاقة"
من جانبه، رأى نائب رئيس الأركان الأردني الأسبق، الفريق المتقاعد قاصد محمود، أن إغلاق مضيق بحري بهذا الحجم يُعدّ عدوانًا على المصالح الدولية، ويمنح شرعية لأي رد عسكري واسع. وأضاف: "رغم أن إيران قادرة على هذه الخطوة، إلا أنها ستكون خيارًا انتحاريًا قد توكل تنفيذه لحلفائها في المنطقة، كما تفعل جماعة الحوثي في البحر الأحمر".