2025-06-19 نشرت في

''من زمان أجدادنا: كيفاش يعرف التونسي أنه دخل في الوغرة؟''

مع تقدّم أيام الصيف واشتداد الحرارة، يبدأ التونسيون في تداول مصطلحات قديمة لها جذور فلكية وشعبية، من بينها "الوغرة" و"أوائل الثريّا"، التي تُعدّ من أبرز العلامات التقليدية على دخول مرحلة "القيظ" أو ما يعرف محليًا بـ"الصهد الكبير".



''من زمان أجدادنا: كيفاش يعرف التونسي أنه دخل في الوغرة؟''

في الموروث الشعبي التونسي، تُعرف "الوغرة" بأنها الفترة الأشد حرارة في السنة، وتبدأ عادةً بعد 18 يومًا من دخول فصل الصيف، أي حوالي العاشر من شهر جويلية. ويتزامن هذا التوقيت مع ما يُسمّى "أوائل الثريّا"، نسبة إلى عنقود نجمي يُرى في السماء، وله دلالات فلكية ارتبط بها الفلاحون منذ قرون.

ويُقال في الأمثال الشعبية: "إلي يعدي الوغرة يعدي الصيف الكلّ". فالوغرة تُجسّد ذروة الحرارة، وتكون أيامها قاسية يصعب فيها النوم ليلاً والعمل نهارًا. وتُنسب إلى هذه المرحلة ظواهر طبيعية وصحية، كازدياد حالات الإرهاق، وجفاف الأرض، وانخفاض منسوب المياه.

ولئن كانت "الوغرة" في السابق ترتبط بتحولات في الطبيعة والمناخ، فإنها اليوم أصبحت أيضًا مؤشرًا مهمًا على تغيرات الطقس القاسية التي بدأت تشهدها البلاد، لا سيّما في ظل التغير المناخي العالمي.

ويُعدّ هذا التقويم الشعبي، رغم بساطته، مرجعًا مهمًا لدى الفلاحين والرعاة، الذين لا يزالون يعتمدونه لضبط مواعيد الحصاد والسقي والرعي، في ظل استمرار العلاقة الوثيقة بين الإنسان والمناخ في الريف التونسي.

تبقى "الوغرة" إذًا أكثر من مجرّد موجة حرّ، إنها جزء من الذاكرة الشعبية، ومن تقاليد ما تزال حيّة في كلام الناس وممارساتهم اليومية.


في نفس السياق




آخر الأخبار