2025-06-03 نشرت في
كارثة بيئية تلوح في الأفق...تفاصيل تكشفها جامعة الدول العربية
أكد الدكتور محمود فتح الله، مدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية بجامعة الدول العربية، أن العالم العربي يواجه تحديات بيئية غير مسبوقة، تتطلب تنسيقًا عاجلًا وجهودًا جماعية على مستوى الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الدولي الثالث للبيئة والمناخ، المنعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث أوضح أن الظواهر المناخية المتطرفة باتت سمة متكررة في المنطقة، مشيرًا إلى ما شهدته مدينة الإسكندرية مؤخرًا من فيضانات غير متوقعة وأمطار غزيرة في توقيت استثنائي من العام، ما يعكس الحاجة الماسة إلى تحديث خطط التكيف المناخي والتخطيط العمراني المستدام.
وحذّر فتح الله من أن تقديرات اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا تُظهر أن بعض الدول العربية قد تفقد ما يصل إلى 14% من ناتجها المحلي الإجمالي بحلول عام 2050 نتيجة تغيّر المناخ، فيما يواجه أكثر من 60 مليون عربي نقصًا حادًا في المياه، وسط توقعات بارتفاع درجات الحرارة بمعدل 2.5 إلى 5 درجات مئوية بنهاية القرن الحالي. وأشار إلى أن التعامل مع هذه التحديات لم يعد ترفًا بل ضرورة وجودية، مؤكدًا أن جامعة الدول العربية تمنح هذا الملف أولوية قصوى.
وتحدث فتح الله عن الإنجازات التي حققتها الدول العربية في مؤتمرات المناخ الدولية، مثل إطلاق صندوق الخسائر والأضرار، والجرد العالمي لاتفاق باريس، إلى جانب المبادرات البيئية الرائدة مثل "السعودية الخضراء"، "الشرق الأوسط الأخضر"، والتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة في مصر، والإمارات، والمغرب. كما أشار إلى شعار اليوم العالمي للبيئة 2024، "إنهاء التلوث البلاستيكي عالميًا"، مؤكدًا على تشكيل الفريق العربي للتفاوض بشأن هذا الملف لتوحيد المواقف على مستوى الدول العربية في المحافل الدولية.
واختتم الدكتور محمود فتح الله كلمته بالتشديد على أن مستقبل العمل البيئي في العالم العربي يعتمد على استثمار أعمق في المعرفة والتكنولوجيا والابتكار، داعيًا إلى توحيد الجهود وتكثيف التعاون لمواجهة الخطر المناخي الداهم.