2025-05-25 نشرت في
رئيسة جامعة كورية تبلغ 93 عامًا تكشف أسرار شبابها الدائم وحيويتها الاستثنائية
في مشهد نادر وملهم، خطفت لي جيل-يا، رئيسة جامعة "كاتشون" بمدينة سيونغنام في كوريا الجنوبية، الأنظار بعد ظهورها الأخير في مقطع فيديو انتشر من داخل الحرم الجامعي، حيث بدت بكامل نشاطها وبشرتها النضرة وعقلها المتقد، على الرغم من أنها في سن الـ93.

ولدت لي عام 1932، لكنها لا تبدو مطلقاً بهذا العمر. مظهرها الشاب وحديثها الواثق عن الذكاء الاصطناعي يعكسان شغفاً دائماً بالتعلم، وروحاً لا تعرف الكلل. وفي مقابلة مع صحيفة تشوسون اليومية، كشفت لي عن أسرارها البسيطة في الحفاظ على شبابها، قائلة: "أقوم بأمور عادية باستمرار."
روتين يومي صارم وحياة صحية
تتجنب لي الكحول والتدخين، وتشرب الشاي بدلاً من القهوة، وتحرص على شرب 1.5 لتر من الماء يوميًا، مع تشغيل جهاز ترطيب الهواء في غرفتها باستمرار. كما تتلقى علاجات ليزر جلدية دورية وتؤكد أهمية تجنب التوتر والمنبهات.
من طفولة صعبة إلى مسيرة طبية وإنسانية عظيمة
نشأت لي في ظل الفقر والمعاناة، حيث شاهدت أشخاصًا يموتون دون رعاية طبية، ما ألهمها لتصبح طبيبة. درست الطب في جامعة سول الوطنية، ثم واصلت تعليمها في الولايات المتحدة واليابان.
في عام 1958، افتتحت عيادة نسائية طبّقت فيها سياسة إنسانية غير مألوفة، حيث لم تكن تطلب دفعًا مقدمًا من المرضى غير القادرين على الدفع. كانت تسخّن سماعة الطبيب بجسدها قبل استخدامها حتى لا يشعر المريض بالبرودة، في مشهد يجسّد رعايتها وحنانها.
ريادة في الطب والتعليم
أسست مستشفى جيل سنة 1978، ثم أطلقت في عمر 65 كلية طب بجامعة كاتشون، حيث وفّرت السكن والتعليم المجاني لطلبتها. ومنذ عام 2012، تترأس الجامعة التي نشأت من دمج عدة مؤسسات تعليمية.
عطاء بلا حدود
لي تقود اليوم أكبر مؤسسة خيرية في كوريا الجنوبية، نفّذت من خلالها العديد من المبادرات مثل إجراء عمليات قلب مجانية لـ432 طفلًا من 17 دولة، وفحوصات مجانية لسرطان عنق الرحم لفائدة النساء.
وعن حياتها الشخصية، تقول لي التي لم تتزوج ولم تنجب: "مرضاي وطلابي هم زوجي وأطفالي."
تجسد قصة لي جيل-يا دروسًا عميقة في التفاني، والانضباط، والإنسانية، وهي شهادة حية على أن العمر مجرد رقم، وأن الشباب الحقيقي يكمن في الشغف المستمر بالعطاء والتعلم.