2025-05-14 نشرت في
أمل جديد في علاج الصلع الوراثي
في خبر قد يكون بشرى سارة لملايين الرجال حول العالم، كشفت دراسة علمية حديثة عن إمكانية استخدام سكر طبيعي موجود في أجسام البشر والحيوانات كعلاج موضعي فعال للصلع الوراثي.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة شيفيلد البريطانية بالتعاون مع جامعةCOMSATS الباكستانية، استغرقت نحو ثماني سنوات، أن مركب(2-ديوكسي-D-ريبوز 2dDR) قد يكون بديلاً آمناً، منخفض التكلفة، وغير جراحي للعلاجات المتوفرة حاليا مثل المينوكسيديل.
وكان هذا الاكتشاف مفاجئا، حيث لاحظ الباحثون تسارع نمو الشعر حول مناطق الجروح المعالجة بهذا المركب، ما فتح باب الأمل في مكافحة تساقط الشعر الوراثي.
اكتشاف غير متوقع من أبحاث الجروح
بدأت القصة، وفقا لما نشره موقعNew Atlas، عندما كان العلماء يجرون أبحاثا تهدف إلى تسريع عملية التئام الجروح باستخدام مركب 2dDR، الذي يعمل على تنظيم عامل نمو بطانة الأوعية الدمويةVEGF. ولكن ما لفت انتباههم هو ملاحظة نمو متزايد للشعر في مناطق الجلد المعالجة بالمركب، مقارنة بالمناطق غير المعالجة.
هذه الملاحظة أدت إلى فرضية جديدة تفيد بأن للمركب تأثيرا مباشرا على بصيلات الشعر المتضررة؛ ما فتح الباب أمام احتمالية استخدامه في علاج الصلع الوراثي.
اختبار علمي يحاكي الصلع الوراثي
لتأكيد الفرضية، أجرى العلماء تجارب على فئران تمت معالجتها بهرمونDHT لمحاكاة الصلع الوراثي (الصلع الذكوري).
تم تقسيم الفئران إلى مجموعات مختلفة، حيث شملت مجموعة سلبية تلقتDHT فقط، وأخرى إيجابية تلقت مينوكسيديل، وثالثة تلقت جلا يحتوي على 2dDR، ومجموعة رابعة تلقت خليطاً من المينوكسيديل و2dDR.
بعد 20 يوما من العلاج، أظهرت الفئران المعالجة بجل 2dDR نتائج مشابهة لتلك التي تلقت المينوكسيديل من حيث نمو الشعر. كما أظهرت تحسنا ملحوظا في كثافة الشعر وطوله، فضلا عن زيادة عدد الأوعية الدموية في المناطق المعالجة.
وأبرز ما كشفته الدراسة هو زيادة نسبة الشعر في مرحلة النمو، وهو مؤشر مهم على قدرة المركب على الحفاظ على كثافة الشعر بشكل أفضل.
آلية العمل وأفق التوسّع في الاستخدام
يعتقد العلماء أن فعالية مركب 2dDR تكمن في قدرته على تحفيز عامل نمو بطانة الأوعية الدمويةVEGF، الذي يلعب دورا حيويا في تحفيز نمو الأوعية الدموية الجديدة، وهو ما يسهم في تعزيز نمو الشعر بشكل ملحوظ. هذا التحفيز يعمل على تحسين تدفق الدم إلى بصيلات الشعر؛ ما يعزز فرص نمو الشعر ويزيد كثافته.
وتتوسع آمال الفريق البحثي في إمكانية استخدام 2dDR كعلاج لتساقط الشعر الناتج عن العلاجات الكيميائية أيضا. ومع ذلك، يشير العلماء إلى أن الأبحاث ما زالت بحاجة إلى استكمالها من أجل تحديد آلية عمل المركب بشكل دقيق ودراسة تأثيراته طويلة الأمد على صحة الشعر بشكل أكبر.
90% فعالية من دون آثار جانبية تذكر
أظهرت التجارب أن فعالية جل 2dDR بلغت ما بين 80% إلى 90% مقارنةً بعلاج المينوكسيديل الشائع، من دون أن يؤدي دمجهما إلى تحسّن إضافي؛ ما يعزز فرضية إمكانية استخدام المركب الطبيعي كعلاج موضعي منفرد وفعّال للصلع الوراثي.
والأهم من ذلك، أنه لم تُسجّل أي آثار جانبية ملحوظة أثناء التجارب؛ وهو ما يفتح الباب أمام اعتماده كخيار آمن مستقبليا، خاصة لأولئك الذين لا يفضلون العلاجات الكيميائية أو لا يستجيبون لها.
ورغم أن البحث لا يزال في مراحله الأولية، فإن النتائج حتى الآن تبشر بعلاج طبيعي جديد لفقدان الشعر، مستمد من مركب 2dDR الموجود أيضا في القرفة، والذي قد يصبح الأساس لتطوير علاجات موضعية فعالة لملايين الأشخاص حول العالم.
ويبقى الأمل الآن معقودا على استكمال الدراسات السريرية على البشر لتأكيد فعالية المركب وأمانه قبل طرحه في الأسواق.