سلوكيات طبيعية لطفلك من عمر سنة إلى ثلاث سنوات... لا تستدعي القلق

كثيرًا ما تشعر الأمهات بالقلق إزاء تصرفات أبنائهن خلال السنوات الثلاث الأولى من حياتهم، في مرحلة حساسة مليئة بالتغيرات والنمو السريع. وغالبًا ما تُساء تفسير بعض السلوكيات العفوية والطبيعية، مما يدفع الأهل إلى الظن بأنها مؤشرات على اضطرابات مثل التوحد أو فرط الحركة.

هناك مجموعة من السلوكيات الشائعة والطبيعية تمامًا لدى الأطفال بين سن 1 و3 سنوات، والتي لا يجب أن تثير القلق أو الاستغراب لدى الأمهات، بل تستوجب التفهم والتعامل الهادئ.

التعلق الشديد بالأم

من الطبيعي أن يظهر الطفل في هذه المرحلة تعلقًا زائدًا بوالدته، حتى بعد قدرته على المشي. قد يرفض الابتعاد، يتمسك بملابسها، أو يطلب أن يُحمل. هذا السلوك لا يعني بالضرورة وجود خلل نفسي، بل يعكس حاجة الطفل للشعور بالأمان والانتماء، خاصة في ظل إحساسه بالغربة تجاه العالم من حوله أو ظهور مولود جديد يشاركه الاهتمام.

حب الفوضى

يمر الطفل بمرحلة اكتشاف مستمرة، فيبدأ بفتح الأدراج والعبث بمحتويات المنزل. هذه الفوضى هي طريقة الطفل لفهم محيطه، ويجب أن تُقابل بالصبر، مع التدرج في تعليمه النظام والانضباط.

البحث عن الاستقلالية

بمجرد أن يبدأ الطفل في المشي، يشعر وكأنه أصبح "كبيرًا" ويحاول أداء كل شيء بنفسه، حتى لو لم يكن ذلك ممكنًا بعد. قد يحاول خلع ملابسه بنفسه أو يرفض المساعدة، وهو أمر طبيعي ويعكس نمو شعوره بالذات.

صعوبة الإرضاء

من الطبيعي أن يكون الطفل صعب الإرضاء، سواء في الأكل أو الألعاب. فهو في طور تكوين ذوقه الخاص واكتشاف رغباته. لا يُنصح بإجباره على الطعام أو السخرية من اختياراته، بل يُفضل تشجيعه وتقديم البدائل بشكل محبب.

استخدام كلمة "لا" باستمرار

يمر الطفل بمرحلة يتمرد فيها على الأوامر ويكرر كلمة "لا"، حتى في مواقف بسيطة. هذا دليل على بداية إدراكه لذاته، ويجب احتواء ذلك بهدوء وتوجيهه بلغة الحوار وتقديم خيارات تساعده على اتخاذ قرارات بسيطة.

التمسك بالممتلكات

من المتوقع أن يبدي الطفل رفضًا لمشاركة ألعابه أو متعلقاته الخاصة. هذا جزء من فهمه الأولي لمفهوم الملكية، ويجب استغلال هذه المرحلة لتعليم الطفل الفرق بين ما يملكه وما يخص الآخرين بطريقة تربوية.

كثرة البكاء

قد يبكي الطفل بشكل متكرر دون سبب واضح، لكن في الحقيقة، البكاء وسيلته الوحيدة للتعبير عن مشاعره التي لا يستطيع ترجمتها بالكلام، مثل الجوع أو الغيرة أو الألم. لذلك يجب التعامل معه بصبر، ومحاولة فهم السبب الحقيقي وراء بكائه.

حب الاستكشاف والفضول

يمتلك الأطفال في هذه السن رغبة قوية في اكتشاف العالم، ويطرحون الكثير من الأسئلة. من الضروري الرد عليهم بإجابات مبسطة ومناسبة لسنهم، وتشجيع هذا الفضول البناء لأنه يشكل نواة التعلم والابتكار.

في نفس السياق