2024-09-13 نشرت في
إنجاز طبي فريد: زراعة ''نسيج أمنيوسي'' لشاب تونسي وانقاذه من فقدان البصر
في خطوة طبية تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الجنوب التونسي، تمكن فريق جراحة العيون بالمستشفى الجامعي بجيبس من إجراء عملية جراحية دقيقة لزراعة نسيج أمنيوسي في عين مريض شاب يعاني من قرحة عميقة في القرنية.
هذه العملية تمثل إنجازاً مهماً في مجال طب العيون، حيث تعكس تطوراً كبيراً في القدرة على التعامل مع الحالات المعقدة التي تهدد بفقدان البصر.
الدكتور ياسين بلغيث، الأستاذ الاستشفائي الجامعي المساعد في جراحة العيون والمشرف على هذه العملية، أكد في تصريحاته أن الجراحة أجريت بشكل استعجالي لإنقاذ المريض الذي يبلغ من العمر 20 عامًا فقط، والذي كان يعاني من قرحة عميقة في قرنية العين. كانت هذه القرحة تهدد بإحداث ثقب في القرنية، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان شبه المصابة.كامل للنظر في العين
وأوضح الدكتور بلغيث أن الفريق الطبي اختار زراعة نسيج أمني، وهو إجراء متخصص يتطلب خبرة دقيقة في مجال جراحات العيون.
تم تنفيذ العملية بنجاح باستخدام تقنيات متطورة، ما يعكس القدرة العالية للمستشفى الجامعي بجيبس على التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة والمعقدة.
وأشار الدكتور إلى أن العملية تمت يوم 12 سبتمبر، وكانت الحالة تستدعي التدخل السريع لتفادي تطورات سلبية قد تؤثر على صحة المريض بشكل كبير.
وأكد أن نجاح هذه الجراحة يعزّز من سمعة المستشفى كأحد المراكز الرائدة في مجال طب العيون في تونس، وخاصة في الجنوب التونسي.
الجدير بالذكر أن مثل هذه العمليات تعتبر نادرة، وتتطلب مستوى عالٍ من الدقة والكفاءة، حيث يُعد زراعة النسيج الأمني أحد الخيارات الأخيرة لإنقاذ البصر في حالات القرحة العميقة أو التلف الشديد في القرنية. ويعبر نجاح العملية عن التزام الفريق الطبي بتقديم أفضل الرعاية الممكنة للمرضى، معتمدين على أحدث التقنيات المتاحة في هذا المجال.
من جهة أخرى، أعرب أهل المريض عن امتنانهم العميق للفريق الطبي، مثمنين الجهود الكبيرة التي بذلت لضمان نجاح العملية. كما أكدوا أن استعادة بصر ابنهم كانت مصدر فرح كبير لهم، خاصة بعد المخاوف الكبيرة التي عاشوها قبل الجراحة.
تعتبر هذه العملية نقطة تحول مهمة في الرعاية الصحية بولاية جيبس، حيث تعزز من الثقة في القدرات المحلية للتعامل مع الحالات المعقدة دون الحاجة إلى السفر إلى مراكز أخرى خارج المنطقة. ومع تزايد الابتكارات والتطورات الطبية، من المتوقع أن يشهد الجنوب التونسي مزيداً من هذه النجاحات في المستقبل القريب.