2022-07-17 نشرت في

الصادق شعبان: الدستور الجديد سيمرّ...

قال الوزير الأسبق وأستاذ القانون الصادق شعبان، إن الدستور الجديد سوف يمرّ، وأنه سوف يتبعه نظام انتخابي جديد وسوف يتغير المشهد بعمق..



الصادق شعبان: الدستور الجديد سيمرّ...

وتابع الصادق شعبان في تدوينة على صفحته قائلا" لكن السؤال الكبير هو ماذا بعد الدستور؟ ماذا في هذه الجمهورية الجديدة!القانون الدستوري ما هو إلا موازنة بين مطالب الحرية ومتطلبات النظام..واعتقادي أن الموازنة هذه سوف لن تتحقق بسرعة... أردناها أن تكون أفضل مما هو مقترح، وأعطينا رأينا، لكن... "

وأوضح الصادق شعبان في تدوينته "في الحقيقة، كان لنا فائض من الحرية... وأخاف أن يكون أمامنا فائض من النظام ...للنصوص دور في الحياة السياسية دون شك .. لكن ليس الدور الأكبر، والحياة السياسية أكثر تشعبا وتعقيدا من الأطر القانونية التي ترسم لها...سوف آخذ مثال المعارضة ... فللمعارضة القادمة دور أساسي لا يقل عن دور السلطة الحاكمة ... دور لم تلعبه للأسف في العهود السابقة ولا في العشرية الأخيرة...

يعرف أخصائيو العلوم السياسية أن هناك أصنافا للمعارضات وتصنيفات معروفة ومعارضات" حسنة " إن صح التعبير ومعارضات" سيئة"...

من هذه الأصناف معارضات تقود النظام إلى التصلب، ومعارضات أخرى تقود النظام إلى اللين وتساعد على قيام اللعبة التنافسية أو بقائها...

في عهد بورقيبة وعهد بن علي، عشنا معارضات قادت إلى التصلب، وفي المقابل لم تنجح السلطة في ذلك العهد وفي ذاك في استيعاب المعارضةintérioriser ou socialiser وجعلها طرفا مشاركا في التنافس محافظا على التوازنات..

أنا الآن أفكر دون شك في السلطة كيف سوف تكون.. وفي نفس الوقت أفكر في المعارضة أيضا، كيف سوف تكون أو كيف يجب أن تكون في ضوء المناخ الجديد..المعارضة مثل السلطة - وربما قبل السلطة - هي أساس الديمقراطية ...و من يريد تركيز الديمقراطية عليه أن يعتني بهذه وبتلك...

للمعارضة أسس ضرورية نجدها في الديمقراطيات الحقيقية وهي لم تتوفر بعد في اغلب معارضاتنا:

أولا، يجب أن تكون المعارضة وطنية لا تجرها أياد خارجية وتدعمها أموال وقنوات إعلام أجنبية،

ثانيا، يجب أن تتمحور المعارضة حول البرامج والإصلاحات والمسائل الحياتية وتبتعد عن الهويات والعقائديات والايديولوجيات،

ثالثا، يجب أن تكون المعارضة دون هتك للأعراض وسب وشتم وأول إجراء يجب اتخاذه هو وقف النقل المباشر لجلسات مجلس النواب والآن بالخصوص مجلس الجهات...

هل هذا ممكن؟ هل سوف تلعب السلطة دورها لتكون المعارضة هكذا؟... وهل سوف تساعد المعارضة على أن تكون السلطة متقبّلة متجاوبة؟

من جهة أخرى، ما زالت المعارضات القائمة على العقائديات وعلى الشعبويات هي التي تستهوي الأنصار، والمعارضات القائمة على البرامج والبدائل والأرقام لا إقبال عليها...

ربما هذا سوف يتغير ... ويجب أن يتغير...

يوم يفكر الناس في واقعهم وفي مستقبل أطفالهم تكون للمعارضات البرامجية دور...

قد يراني البعض طوباويا... لكن هذا ما أراه ... وهذا ما كتبته منذ ثلاث عقود ... وهذا ما سوف أحاول أن أساهم فيه مع أصدقاء وصديقات أعزاء"...

وختم الصادق شعبان بالقول "نحتاج إلى صوت العقل إذا أردنا لتونس مستقبلا حقيقيا"...


في نفس السياق