2022-07-01 نشرت في

الصادق شعبان: شتّان بين هذا الدستور وما كنا نتخبط فيه في العشرية السوداء

علّق الوزير الأسبق والأستاذ في القانون الدستوري الصادق شعبان على مشروع الدستور الجديد الذي نشر أمس في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية وسيكون موضوع الاستفتاء يوم 25 جويلية بالقول "عدنا إلى 1959"... 



الصادق شعبان: شتّان بين هذا الدستور وما كنا نتخبط فيه في العشرية السوداء

وأوضح الصادق شعبان في تدوينة على صفحته "كان عناد ثورة ... دستور 2014 كلفنا المليارات مباشرة وآلاف المليارات من جراء الفوضى وتعطل الدولة وانهيار الاقتصاد...بعد عشرية خراب ... عدنا من أين انطلقنا...دستور 2022 يكاد يكون دستور 1956"...

وتابع الصادق شعبان قائلا "نظام رئاسي: رئيس يضع السياسة العامة للدولة ويختار حكومة تساعده ومسؤولة أمامه، وبرلمان يراقب من خلال القوانين ( يناقشها وقد يرفض التصويت عليها ) ومن خلال الميزانية وبالأسئلة للحكومة وفي حالات قصوى توجيه لوائح اللوم...

دسترة مكاسب المرأة التي حصلت في 2002 أعيدت بحذافيرها، أي كل حقوق مجلة الأحوال الشخصية، والعمل على تطويرها، وكذلك ضمان تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل عند التعيينات والسعي للتناصف في المجالس المنتخبة...

الإضافة هي هذه المحكمة الدستورية التي لن تكلف شيئا للميزانية، ولها اختصاص واسع ... ليست محل تجاذبات حزبية... محكمة من تسعة قضاة يجلسون بحكم صفتهم... سوف تباشر عملها فورا إثر دخول الدستور حيز النفاذ... كل من له قضية الآن ويرى أن القانون المطبق غير دستوري يمكنه الدفع بعدم الدستورية... أين نحن من تلك المحكمة التي يتخاصم الأحزاب على افتكاكها واستعمالها لأغراضهم السياسية...

الإضافة هي أيضا هذا المجلس الوطني للجهات والأقاليم ( من 80 ممثل للجهات تقريبا ) له اختصاص في مجال مخططات التنمية والميزانية ولو أنني لا أرى له فاعلية حقيقية..."

وأضاف الصادق شعبان أن من يقول إن الدستور داعشي فهو إما جاهل بالقانون وإما حقود... "ليس للتعبيرات التي خصصت للإسلام في التوطئة وفي المتن أي أثر مباشر على التشريعات، والدولة باقية مدنية لا ريب في ذلك...

ملاحظة واحدة: هذه التوطئة... أقول فيها كلمات ثلاث...

أولا: أرادتأن تصعد في الثورجية، لكنها في الأخير اعتمدت النظام البورقيبي الذي ثارت ضده، إذ ليس هناك لتونس اليوم أفضل منه..

ثانيا: أرادت أن تبين عراقة الفكر الإصلاحي والحركة الوطنية، ولكن نسيت أن الحركتين قامتا على فكرة الأمة التونسية وعلى الهوية التونسية، والإشارة إلى اننا أجزاء من أمم أخرى لا فائدة فيها، فالعصر اليوم ليس لمعارك الهويات والعالم كله تجاوز هذه الخلافات...

ثالثا: أرادت أن تؤصلنا في التاريخ، هذا حسن، لكن الأحسن هو أن ترسم لنا التوطئة توجهات المستقبل وتضعنا فيه...

شتان بين هذا الدستور وما كنا نتخبط فيه في العشرية السوداء...

أنا أصوت له بكل اقتناع"...

وختم الصادق شعبان بالقول" على أية حال، لم يخطئ الدستور الحالي كما أخطأ دستور 2014 بغلق النوافذ... فالتعديل أصبح ميسرا والاستفتاء ممكنا... وكلما ظهرت الحاجة للتعديل عدلنا...

ليس ثمة دستور مثالي ... وكذلك ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.." وفق تعبيره.


في نفس السياق



آخر الأخبار