2018-03-06 نشرت في

بالفيديو: في المنزه 6...''زاوية'' للمتصوّفات فقط...هذه طقوسهم وممارساتهم

الطريقة الصوفية البوبكرية هي إحدى الطرق الصوفية التي تنشط في تونس منذ عشرات السنين.



بالفيديو: في المنزه 6...''زاوية'' للمتصوّفات فقط...هذه طقوسهم وممارساتهم

 ويشرف عليها العالم الصوفي والمربي الشيخ  عبد الغني بوبكر الذي قضى ستة وثلاثين سنة (منذ سنة 1958) في تلقى علوم الفقه والحديث والأصول والأحكام وعلم التصوف على يد الشيخ والعالم الزيتوني سيدي محمد المداني القصيبي التونسي إلى أن توفي سنة 1959، ثم واصل تلقى العلم على يد الشيخ والعالم الزيتوني سيدي إسماعيل الهادفي التوزري التونسي إلى أن توفي سنة 1994، فانتقلت إليه أمانة التربية الصوفية والتعريف بالله المعرفة الخاصة منذ سنة 1994 وواصل المسيرة الصوفية و أقام زاويته بمنطقة باب سعدون بتونس العاصمة والتي تقام بها مجالس الذكر الصوفية وله زوايا منتشرة بعدة جهات بالبلاد التونسية.

ولعلّ أبرز زوايا الطريقة البوبكرية زاوية "المنزه 6 " بالعاصمة، والمخصّصة للنساء فقط، وهي اوّل زاوية في العالم العربي تقتصر على النساء دون غيرهم.

هذه الزاوية التي تقع بأحد الأحياء الراقية بالعاصمة تجمع عددا كبيرا من النساء من مختلف الفئات الاجتماعية والمستويات الدراسية وحتى الفتيات الصغيرات والمراهقات، وهي تفسح لهم المجال لتنظيم لقاءات تختصّ في مدح الرسول (عليه الصلاة والسلام) وترتيل الأناشيد الدينية وذكر الله لبلوغ أهداف هذا المذهب الاسلامي والمتمثلة اساسا في تربية النفس وتطهير القلب من الاخلاق السيّئة وتدريبه على الصفات الحسنة وترك المذموم منها.

هولاء النسوة، يجتمعن بزاوية "المنزه 6" بومي الخميس والجمعة وبالمناسبات الدينية وشهر رمضان، فتجدهنّ يلبسن اجمل ما يملكن...وعلى وجوههنّ ابتسامة ان دلّت على شيء فهي تدلّ على انشراح الصدر وزوال كل الموجات السلبية التي يمكن ان تلحق بهنّ حتى انّ احداهنّ أكّدت لنا ان مثل هذه المجالس قد تُعوّض الجلسات مع مختصين في علم النفس، وذلك لما تتّسم به من طاقات ايجابية وشحنة معنوية قوية يمكن للانسان ان يكتسبها.

فور دخول المنتسبات للطريقة الصوفية البوبكرية، الى مقرّ الزاوية، يتركن أحذيتهنّ منظّمة خارجا، ويجلسن داخل قاعة منيرة مجهّزة بمكيّف وكتب قرآن ومسابيح، فينطلقن في مدح الرسول (عليه الصلاة والسلام) او ترتيل أناشيد...وذلك وسط أجواء تتّسم بالفرحة والابتهاج، فيتمّ توزيع الحلويات والمشروبات لاضفاء نوع من آداب الضيافة.

ومع انتهاء اللقاء، تقمن النسوة من أماكهنّ بقلوب منشرحة، باتجاه منازلهنّ أو مقرّات اعمالهنّ لممارسة حياتهنّ الطبيعية دون أيّ تشدّد او تزمّت فتجد من تمارس الرياضة ومن تمارس الفنون (المسرح والموسيقى والرسم...) بعيدا كل البعد عن مظاهر التطرّف او الارهاب الذي اتّهمهم به البعض.

 

 

                                                                                                                                                                     ريــــم المرزوقي

 


في نفس السياق