2018-03-06 نشرت في

تونس من أكثر الدول المتضررة من التغيرات المناخية




تونس من أكثر الدول المتضررة من التغيرات المناخية

قامت الدول الأكثر هشاشة أمام التغيرات المناخية، نهاية الأسبوع، بوضع أسس جديدة من خلال تنظيم أول منتدى على الإطلاق لرؤساء الدول والحكومات عبر الإنترنت. وشكل هذا المنتدى الذي دعت إلى انعقاده رئيسة جزر المارشال، سابقة لمنتديات دولية منخفضة الانبعاثات في المستقبل.

وجاءت هذه القمة الخالية من الكربون (21 نوفمبر 2018) استجابةً للتقرير العلمي الذي أعده الفريق الدولي المعني بتغير المناخ والذي صدر في سبتمبر الماضي. وكان الهدف منها توفير منصة لجميع القادة للالتزام برفع طموح المناخ بحلول عام 2020، للحفاظ على الاحترار تحت 1.5 درجة مئوية، على النحو المتفق عليه في عام 2015 في باريس، وحماية المجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء العالم من أثارالتغير المناخي الجامح.

وعلى الرغم من أن القمة قامت ببعض المحاولات الجادة من أجل تعزيز الالتزامات، والتي سيواصل المجتمع المدني دفعها لتصل إلى حجم كبير، خلال محادثات المناخ في كاتوفيتشي ومن خلال قمة الأمم المتحدة في عام 2019، الا أن العديد من الدول لم تعي الغرض المقصود من الاجتماع عبر الإنترنت، إما من خلال التقاعس عن المشاركة في القمة، أو عدم تقديم التزامات جديدة طموحة وقوية.

وكان المتحدثون في القمة قد أكدوا أن الالتزامات المعززة هي السبيل الوحيد لحماية المجتمعات الضعيفة، والمجتمعات الأخرى من الآثار المناخية الخطيرة، التي تهدد بقاءها وسلامها وأمنها في جميع أنحاء العالم.

و"تعتبر القمة الافتراضية للدول المعرضة مناخيا، فرصة سانحة للدفع نحو رفع طموحات الدول من اجل الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة"، وفق عضو مجلس إدارة شبكة العمل المناخي في العالم العربي، سمية البعوشي.

وتعتبر بلدان مثل المغرب وتونس و باقي الدول العربية والافريقية عامة، من بين الدول الأكثر تعرضا للأثار السلبية للتغيرات المناخية وإن كانت لا تساهم الا بنسبة جد ضئيلة في انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.

ومن وجهة نظرالبعوشي ، فإنه" لا يزال هناك امل لانقاد الكوكب الذي نعيش عليه، ونبٌقي على ارتفاع درجة حرارة الارض في حدود 5ر1 بالمائة، ولكن شريطة أن تتعهد الدول برفع التزاماتها المحددة وطنيا لتتماشى مع مخرجات اتفاق باريس"

وفي رأيها فإن "قمة الاطراف المزمع تنظيمها بكاتوفيتشي، في بولندا ما بين 2 و14 من شهر ديسمبر، فرصة اخرى لتدارك ما مضى، والوفاء بمقتضيات اتفاق باريس
وطالبت" الدول الوفاء بالتزاماتها المالية والعمل على تعزيزها، والوفاء بها ضمن موعدها المحدد، حتى نتمكن كدول معرضة مناخيا للتصدي لأثار التغيرات المناخية، وبناء مشاريع قابلة للصمود في وجه هذه التحديات

وكانت القمة الافتراضية بمثابة عرض هام للقيادة من قبل جزر مارشال، وغيرها من البلدان الأكثر عُرضة للتغير المناخي، الأمر الذي أدى إلى تحسين الموارد النادرة لتنظيم وبناء ائتلاف من المتنافسين، الذين سيعملون كقوة دافعة لاتخاذ قرارات بشأن تحسين مفاوضات الأمم المتحدة (COP24) القمة القادمة في كاتوفيتشي، للأمم المتحدة (UNSG) في سبتمبر 2019

"والقمة الافتراضية للمعرضين مناخيا تعتبر من أهم المحطات المفصلية التي قامت بعقدها رئيسة جزر المرشال، بالرغم من المساهمة الضئيلة لهذه الدول في الانبعاثات من غازات الدفيئة، لكنها بمثابة رسالة تحفيز لبقية الدول لتنفيذ التزاماتها والرفع من طموحاتها خاصة في ظل حتمية المحافظة على ارتفاع درجة حرارة الارض في حدود 1.5 درجة مئوية"، بحسب عضو مجلس إدارة شبكة العمل المناخي في العالم العربي اسية قزي.

وأضافت:"لم يعد لدينا الوقت الكثير لنتحرك، لقد استهلكنا ثلثي ميزانية الكربون الممكنة، ولم يتبقى لنا وللأجيال القادمة الكثير لنحافظ عليه في كوكبنا وفي حياتنا
في ظل هذه الحقيقة، دعت قزي "الحكومات العربية للتحرك على وجه السرعة، وأن ترفع من طموحاتها، من خلال الاعتماد على الانتقال لـ 100% طاقة متجددة، والسعي لتحقيق اهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة.


في نفس السياق