2018-03-06 نشرت في

الكوليرا.. موجة ثالثة من الوباء تضرب اليمن المنهك

منذ منتصف شهر جوان الماضي بدأ الوباء يطل برأسه مجدداً، حين سجلت بعض المراكز الصحية في مدينة الحديدة (غرب) حالات تظهر عليها أعراض الوباء، ليدب القلق والرعب في أوساط السكان.



الكوليرا.. موجة ثالثة من الوباء تضرب اليمن المنهك

وفي مديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء، ظهرت أعراض الوباء على نجل المزارع "علي رزيق"، وعلى الفور أسعف الأب الأربعيني طفله إلى مجمع "22 ماي" (حكومي) في صنعاء. 

كانت التحاليل تؤكد أن الطفل مصاب بالفعل بالكوليرا، التي اعتقد اليمنيون أنهم تخلصوا منها أواخر العام الماضي. 

قضى الأب يومين في صنعاء متنقلاً بطفله بين عيادات وأسّرة المجمع الصحي حتى تماثل للشفاء، وفي طريق عودته، التي استمرت أكثر من نصف ساعة، كان يضع الاحتمالات في رأسه حول مصدر الوباء، وقال "ربما تكون بئر القرية". 

في اليوم التالي من عودته لقريته، كان رزيق يستأجر حافلة صغيرة هذه المرة عائداً إلى صنعاء، من أجل إنقاذ أطفاله الثلاثة من الموت، فالوباء كان قد تفشى في عائلته الصغيرة، بعد أن ظهرت أعراضه واضحة. 

و"الكوليرا" مرض يسبب إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يلتق العلاج، والأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن 5 سنوات، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن علاج الكوليرا بنجاح من خلال محلول لمعالجة الجفاف يتناوله المريض بالفم، وتحتاج الحالات الحرجة لعلاج سريع بسوائل وريدية ومضادات حيوية. 

وذكرت دراسة حديثة، أن الكوليرا يقتل نحو 91 ألفاً من بين 2.8 مليون شخص يصابون بالمرض في مناطق موبوءة سنوياً، ويقدر عدد الأشخاص الذين يهددهم خطر الإصابة بالمرض بمليار شخص في 50 بلداً.

وكان البلد المنهك بالحروب المستمرة منذ 4 أعوام، والمجاعة التي تهدد الملايين، قد شهد موجتين من تفشي الوباء، الأولى استمرت منذ أواخر سبتمبر/أيلول 2016، وحتى فبراير/ِباط 2017.

أما الثانية فبدأت أواخر أفريل 2017 وظلت حتى مطلع نوفمبر من العام ذاته. 

والأسبوع قبل الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إنها رصدت 2311 حالة وفاة بوباء الكوليرا في اليمن.

وحذرت من أن عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالوباء وصل أكثر من مليون و118 ألف حالة، خلال الأشهر الـ13 الماضية. 

وذكرت أن "السلطات الصحية ومنظمات الإغاثة تعمل على مدار الساعة لمنع عودة تفشي الكوليرا، ومع ذلك، فإن النظام الصحي المتدهور، وتحديات استمرار الصراع، تقوض هذه الجهود". 

من جهة، قالت ليزا غراندي المنسقة الأممية في اليمن، الإثنين الماضي، في معرض حديثها عن الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات التحالف العربي، والتي استهدفت محطة للمياه في مدينة الحديدة، يوم الجمعة الماضي، إن الكوليرا موجودة بالفعل في الأحياء بكافة مناطق مدينة ومحافظة الحديدة.


في نفس السياق