2018-03-06 نشرت في

بكلمات مؤثرة مباركة العواينة تروي كيف تلقى الشهيد البراهمي خبر استشهاد بلعيد

5 سنوات مرّت على وفاة الشهيد شكري بلعيد في حادث اغتيال سياسي بالرصاص، الحادث الذي خلف حزنا لدى مسانديه وعائلته وزملائه في الجبهة الشعبية.



بكلمات مؤثرة مباركة العواينة تروي كيف تلقى الشهيد البراهمي خبر استشهاد بلعيد

وبمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاده كتبت زوجة الشهيد محمد البراهمي على صفحتها الرسمية بالفيس بوك كيف تلقت هي وزوجها "الفاجعة" .

"شهيد يعانق شهيد...

6 فيفري 2013...يوم الاربعاء ...كان يوما مختلفا ..وإن بدا في أوّله عاديّا ...صحونا مبكّرين كالعادة....وغادر الاولاد إلى مدارسهم ...دخلت أعدّ قهوتنا المرّة ككلّ صباح لا يخرج فيه محمد باكرا ...سمعت هاتفه يرنّ في الغرفة ...فما ذهبت إليه ...لأننا تعوّدنا جميعا في هذا البيت أن لا نلتفت لهواتف بعضنا البعض ...توقف الصوت هناك ...ورنّ تليفوني أنا ...كان الاخ محسن النابتي على الخطّ ...لم يصبّح عليّ ببشاشته المعهودة...سألني فزعا :أين الحاج؟ ...لقد أطلقوا الرصاص على شكري بلعيد ...ويبدو أنّه استشهد...

لم أدر ما أفعل...خبر كالصاعقة ....ولكنّي أشفقت عليه ...فتحت عليه باب الحمّام ...كان يحلق ذقنه...نظر إليّ محدّقا ..وقال :لماذا وجهك أصفر؟..قلت ..اخبرني محسن أن شكري بلعيد قد تعرّض لاطلاق النار...ذهل ...ولم ينطق بكلمة واحدة ...توقف عن الحلاقة ومسح وجهه بالمنشفة...

لم يقدر على تغيير ملابسه ...كانت يداه ترتعشان ...ساعدته على إقفال أزرار قميصه ...أحضرت له حذاءه ومعطفه ...قال لي ..سامحيني ...إيديّ بِرْدوا....

لما صعد السيّارة ..تفطنت أنّه حلق نصف وجهه فقط ...وانتبهت ان بعضا من رغوة صابون الحلاقة لازالت عالقة في أذنه اليسرى ...تفطّن إليها وتناول منديلا ورقيا مسح به بقايا الصابون...

قلت له وهو يغادر ..أرجوك انتبه ...ستكون أنت الهدف القادم....

كل هذا دون ان ينطق بكلمة واحدة ."


في نفس السياق