Publié le 06-03-2018

أمام جمهور عريض وفتيات معجبات: نضال السعدي يُعرّي الواقع الإجتماعيّ

التأمت الدورة العاشرة لمهرجان الضحك من 19 إلى 24 فيفري 2019، حيث تضمّنت خمسة عروض من تونس وفرنسا تمّ تقديمها على خشبة المسرح البلدي بالعاصمة باستثناء عرض واحد تمّ تقديمه بفضاء "سيني مدار" بقرطاج.



أمام جمهور عريض وفتيات معجبات: نضال السعدي يُعرّي الواقع الإجتماعيّ

وفي هذا الإطار، احتضن المسرح البلدي بالعاصمة، مساء السبت 24 فيفري 2019، العرض الأول لمسرحية "لا هكّا لا هكّا'' للممثل نضال السعدي الذي صعد على خشبة المسرح وهو على ثقة كاملة بنجاحه.

وقد شهد المسرح حضورا غفيرا لجمهور مختلط (نساء ورجال وأطفال) واكب العرض لمدة لا تقلّ عن ساعة ونصف، قدّم خلالها نضال السعدي بعض تفاصيل سيرته الذاتية بين تونس وفرنسا بطابع كوميديّ ساخر جعلته محلّ اعجاب جمهوره خاصة الفتيات اللّاتي قاطعنه بالتصفيق الحارّ وارسال القبلات وكلمات تعبّر عن اعجابهنّ الشديد (نحبّ، ماحلاك، اللطف عليك...)

الـ"وان مان شو" الذي قدّمه نضال السعدي يُصوّر حالة الانفصام في الشخصية التي يعيشها المواطن التونسي عاطفيّا واجتماعيّا، حيث تعمّد مقارنة سلوك التونسيين بالفرنسيين بطابع كوميدي ساخر، موظّفا علاقة التلميذ بالمعلم وعلاقة الرجل بزوجته وعلاقة الحريف بسائق التاكسي وعلاقة الشاب بصديقه وعلاقة المواطن بالإداريّ...والتي تقوم في تونس أساسا على النفاق والبخل في حين تقوم في فرنسا على نوع من الصراحة.

وقد ارتكزت أحداث "لا هكا لا هكا" على جانب من السيرة الذاتية للمثل نضال السعدي بين طفولة عاشها في تونس، ثم هاجر في سن العاشرة إلى فرنسا ليعود إلى تونس في سنه العشرين.

وعاد السعدي إلى ماضيه وطفولته مع الدراسة، فأجرى مقارنة بين نظاميْ التعليم في تونس وفي فرنسا، واختزله بطريقة هزلية في "العصا" التي تجمع التلميذ التونسي بالمعلم، و"الأسلوب البيداغوجي" الذي يجمع التلميذ الفرنسي بالمعلّم.

كما قارن نضال السعدي العلاقة الزوجية في تونس بالعلاقة الزوجية في فرنسا، إضافة الى مقارنة العلاقات الاجتماعية التونسية التي تتّسم بـ"الغشّة" أي تأويل العبارات والمعاني بالعلاقات الفرنسية التي تتميّز بالوضوح.

هذا وقد حاول المسرحيّ الإشارة الى بعض القضايا مثل الرشوة وهو يروي مشهدا جمعه بأحد أعوان الديوانة بالمطار بعد ان قاله له "افرح بيّا" الا انّه لم يفهم هذا المصطلح وظلّ يُرحّب به ظنّا منه ان "افرح بيّا" تعني قل لي مرحبا وابتسم في وجهي وعبّر عن سعادته بلقائي...

وفي إشارة أخرى، عبّر نضال السعدي في مسرحية "لا هكّا لا هكّا" عن غياب المضامين الهادفة في الإعلام التونسي، كما تطرّق الى ظاهرة "الميز العنصري" في الجنس (رجل / مرأة) وفي اللون (أبيض / أسود).

ولم يقتصر نضال في هذه المسرحية على أسلوب التمثيل فقط، بل راوح بينه وبين الرقص والغناء، حيث قدّم رفقة ثلاث فتيات مشهدا للرقص الإفريقي كانتصار منه للمساواة ونبذ العنصرية.

نضال السعدي حاول تصوير الواقع على خشبة المسرح، من خلال فضح عدّة ممارسات، وقد تخلّل العرض عدة طرائف أهمّها تعبير الفتيات عن اعجابهنّ به، وتقديمه تحية لوالدته، إضافة الى تعمّده الإشارة الى "أولاد مفيدة" قائلا "أنا ولد مفيدة" وهو ما أضفى نوعا من التواصل بينه وبين جمهوره.

وفور انتهاء العرض تفاجئ نضال السعدي بصعود الكوميدي القدير لمين النهدي على خشبة المسرح حاملا بيده باقة ورود تعبيرا منه على نجاح العرض واعجابه به.

وقد عبّر الممثل الشاب نضال السعدي عن سعادته بحضور لمين النهدي، مؤكّدا ان هذا الكوميدي يمثّل قدوة له قائلا : "قبل 24 سنة...وأنا أجلس مع عائلتي...شاهدت لمين النهدي عبر التلفاز فقلت لهم "هكذا أريد أن أكون"".



Dans la même catégorie